في السابق، كان دخول الرجل السعودي إلى "المطبخ" أمرا مستغربا، بل إن الأكثر دهشة هو أن يمسك بأواني المطبخ ويبدأ في تجهيز الطعام ولا يحدث ذلك إلا من خلال خروجه مع أصحابه للطهي في النزهات البرية ووقتها يصبح الأمر بعيدا عن الحرج، حيث لا تزال ثقافة "العيب" مسيطرة على هذه المهنة وغيرها من المهن. ومع مرور الزمن بات دخول الشاب السعودي للمطبخ أمرا معتادا ليساعد أهل بيته في الطهي ويتولى المهمة بنفسه إن لزم الأمر، ولكنه يظل في نطاق الأسرة ولا يتعدى حدود ذلك. ومع توسع رقعة الوظائف للسعوديين ودخول مهن جديدة في القائمة كانت في وقت ماض لا يقترب منها السعوديون حرجا، أضيفت وظيفة الطاهي أو "الطبّاخ" أو "الشيف" لقائمة تلك الوظائف الجديدة على السعوديين، واتجه العديد من الشباب السعودي إلى المطاعم والفنادق الكبرى من أجل منافسة أقرانهم الأجانب في هذه المهنة الجديدة. ويقول أحد ملاك الفنادق في المملكة ماجد الحكير في حديثه إلى "الوطن" عن "الشيف السعودي": "لدينا حاليا العديد من الطهاة السعوديين من الشباب الذين بدؤوا بوظائف بسيطة في الخدمة لحين وصلوا إلى وظائف الطهاة في فنادق عالمية في المملكة". ويشير الحكير إلى أن متوسط المرتبات لبعض العاملين في المطاعم وقطاع السياحة في الشركات وصل إلى 12 ألف ريال، مبينا أن الشباب يخضعون لتدريبات معينة ومكثفة وتلك الشركات والفنادق الكبرى والقطاع السياحي لديها مسارات وظيفية"، وقال: "نحن في القطاع السياحي نعمل على تدريب هؤلاء الشباب السعودي لحين الوصول إلى مواقع مميزة وبعضهم ليست لديه شهادات جامعية، وعلى الرغم من ذلك فإن مرتباتهم أفضل". ولفت ماجد الحكير إلى العديد من الطهاة السعوديين في المملكة يتم استقطابهم في فنادق عالمية، وقال: "أصبح لدينا "شيف سعودي"، وهناك إقبال كبير على الوظائف الفندقية والسياحية بشكل عام، وهناك العديد من السعوديين يشغلون منصب رؤساء طهاة في الفنادق وكذلك طهاة، ويحصلون على مرتبات تفوق مرتب مدير الفندق". ويطالب الطهاة السعوديون الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاهتمام بهم ودعمهم، فيما تمتد مطالبهم إلى المجتمع بضرورة مساعدتهم ودعمهم معنويا في هذا الجانب، إذ إنهم بدؤوا مؤخرا في تأسيس الجمعية السعودية للطهاة.