أكَّد المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بُعد الذي نظَّمته وزارة التعليم العالي مُمثَّلة بالمركز الوطني للتعلُّم الإلكتروني والتعليم عن بُعْد بفندق الفيصلية بالرياض، على ضرورة الاستفادة من النظريات والأبحاث التي أُجريت في مجال تصميم المُقرَّرات الإلكترونية؛ لمعرفة أفضل أساليب التصميم وإستراتيجيات التعلم وِفقاً لطبيعة مادة التعلم وخصائص المتدرِّبين المُستهدَفين منها؛ حتى يمكن تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية. وتفعيل دور المُقرَّرات الإلكترونية وبيئات التعلم الإلكتروني في مراحل التعليم الجامعي والاستفادة من تطبيقات الويب 0.2 في عرض ونشر المُقرَّرات التعليمية على الشبكة، ومضاعفة الجهود في مواكبة خطط مؤسسات التعليم العالي للتعلم الإلكتروني؛ لتحقيق أهداف خطط التنمية، والتركيز على الجانب التعليمي والتربوي، ودعم التعليم الذاتي والتعليم المستمر والتعلم مدى الحياة، والعمل على زيادة التنسيق للجهود والمشاريع في مجال التعليم الإلكتروني المُنفَّذة من قِبَل الوزارة أو من قِبَل مؤسسات التعليم العالي بما يخدم المنظومة التعليمية وِفق المعايير العالمية والأسس المنهجية. جاء ذلك في التوصيات الصادرة عن المؤتمر الذي أنهى أعماله مساء أمس الخميس, والتي أكَّدت على تفعيل دور المُقرَّرات الإلكترونية وبيئات التعلم الإلكتروني في مراحل التعليم الجامعي والاستفادة من تطبيقات الويب 0.2 في عرض ونشر المُقرَّرات التعليمية على الشبكة، وتضمين مناهج التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي بما يُفيد في تطوير وتغيير بيئة التعلم الجامعي؛ وبالتالي إيجاد بيئة تعليمية أكثر ملاءمة لتنمية الطالب، وزيادة الاستجابة لاحتياجاته، وحثّ الجهات ذات العلاقة في الجامعات على إقامة مزيد من الدورات التدريبية لأساتذة الجامعات؛ لتنمية مهاراتهم في تصميم المُقرَّرات الإلكترونية، وتطبيقات ويب 0. 2، حيث تمكَّن عضو هيئة التدريس من استخدام إستراتيجيات مُتنوِّعة ومتكاملة وتوظيف هذه الأدوات في العملية التعليمية. كما تضمَّنت توصيات المؤتمر حثَّ المراكز البحثية في الجامعات إلى إجراء مجموعة من البحوث العلمية التي تختبر فاعلية التصميم التعليمي القائم على النظرية الاتصالية، والتعاون والتنسيق بين الجهات التعليمية وشركات الاتصالات النقالة في تكوين أنظمة خاصة، تسمح بنشر المواد التعليمية والاختبارات عبر النقَّال وإدارتها من قِبَل الأساتذة، وذلك بالتنسيق مع الشركات الكبرى المُنتِجة لبرامج النشر عبر الهواتف النقالة، واستخدام ونشر ومشاركة المصادر والخبرات التربوية من خلال خدمات الويب 2.0، مثل المدونات والويكي ومواقع مشاركة الوسائط وخدمات المفضلات الاجتماعية، وعقد الدورات التدريبية لأخصائي تكنولوجيا التعليم؛ لتدريبهم على مهارات تصميم وإنتاج برمجيات تعليمية تخدم البرامج العملية والنظرية في المؤسسات التعليمية، وضرورة الإسراع في الانتهاء من وضع البنية التحتية لأنظمة التعليم الإلكتروني في جميع مرافق الجامعات السعودية والعمل على تحقيق التكامل بين جميع الأنظمة التعليمية والإدارية في الجامعات ذات الصلة بالعملية التعليمية بشكل مباشر, واعتماد مواصفات فنية معيارية حديثة لجميع التقنيات المستخدَمة لضمان الاستفادة القصوى منها. وحثَّ المشاركون الجامعات لإنشاء مزيد من الأنظمة التعليمية التفاعلية المرنة التي تحتوي على المُقرَّرات العلمية في التخصصات كافة والكتب الإلكترونية, والدوريات والمجلات العلمية، وتقويم البرامج والأنظمة القائمة في مؤسسات التعليم العالي وتحليلها وتطويرها؛ لضمان البناء الأمثل لهذه البرامج بما يخدم العملية التعليمية.
وأوضحت التوصيات كذلك أنه ينبغي أن تحثّ مؤسّسات التعليم العالي أساتذتها على الإسراع في إدخال مزيد من تطبيقات التعلم الإلكتروني ضِمن المناهج الدراسية وتمكين الطلاب من استخدام مُكوِّنات النظم الافتراضية؛ لما لها من أهمية في زيادة تفاعل المتعلِّمين، ومراعاة التنوِّع في برامج التشغيل لبرامج الويب الجديدة وتكامل البيانات على شبكة الإنترنت، إضافة إلى الوثائق والسعي المستمر لشبكة الاتصالات العالمية بوصفه هدفاً أساسياً للتعلم الإلكتروني، والتركيز على أهمية تكامل جميع أنظمة التعليم الإلكتروني كنظام إدارة التعلم ونظام الفصول الافتراضية ونظام المستودع الرقمي وأنظمة إدارة المحتويات الرقمية مع الأنظمة الحالية والقائمة كنظام القبول والتسجيل ونظام أعضاء هيئة التدريس ونظام البريد الإلكتروني ونظام إدارة الرسائل النصية وغيرها من الأنظمة الأخرى، والتقيُّد بلائحة التعليم عن بُعد؛ لكي لا تواجه الحاصلين على شهادات التعليم المفتوح أي عوائق في الاعتراف بها والحصول على فرص وظيفية مناسبة في سوق العمل، وضرورة توفير الدعم الفني للأعضاء على مدى أيام الأسبوع، ومن خلال مُتخصِّصين يمكن التواصل معهم من خلال وسائط التقنية الحديثة: البريد الإلكتروني، مجموعات البريد، المحادثة، المنتديات الخاصة وغيرها، وأهمية إنشاء وحدات للتعلم الإلكتروني في الكليات؛ لتقوم بالإشراف على تنفيذ وتطوير بيئة التعلم الإلكتروني ونقل صلاحية ومسؤولية إدارة محتويات المُقرَّرات الإلكترونية والمحتويات التعليمية إلى هذه الوحدات بإشراف خبراء المحتوى المُتخصِّصين في الكليات، وتصميم محتوى مُقرَّرات البرنامج التدريبي الإلكتروني وِفْق معايير المُقرّرات الإلكترونية المُعتمدة عالمياً، يقوم عليها مجموعة من الكفاءات العلمية المُتخصِّصة؛ لتتولَّى عملية التصميم والتدريب في التخصصات المختلفة.
كما تضمَّنت التأكيد على مفهوم الجودة الشاملة وضرورة التوصل إلى معايير الجودة الملائمة لتطبيق نظام التعليم الإلكتروني وعناصره كافة، والحثِّ على إعداد إستراتيجية للتعليم الإلكتروني في كل جامعة وِفقاً لفلسفة المُقرّرات الدراسية بها على أن تُحدّد الأدوار فيها بشكل دقيق وتُعدّ وِفقاً للإمكانات المتاحة لكل جامعة، واستخدام الأساليب العلمية الحديثة في عملية التقويم مثل ملف الإنجاز E-Portfolio والتقويم الذاتي المستمر والتقويم الحقيقي وتقويم الأداء بما يضمن تحقيق الأهداف المنهجية، وعقد المؤتمر الدولي الثالث للتعلُّم الإلكتروني والتعليم عن بُعْد بمشيئة الله.