أعدمت مليشيا شيعية، الاثنين الماضي، عشرات الأشخاص من سكان قرى سنية في محافظة ديالى العراقية، خلال العملية العسكرية التي نفذها الجيش مع فصائل مسلحة متحالفة معه لطرد تنظيم "داعش"، وفق ما نقل شهود عيان نجوا من المجزرة. ودعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإجراء تحقيق عاجل في الأمر. ونقلت وكالة أنباء فرانس برس عن ناجين من مجزرة ديالى أن ميليشيا شيعية أقدمت على إعدام نحو سبعين من سكان قرى سنية خلال العملية العسكرية ضد "داعش".
ووفقاً لشهود ومسؤولين، وقعت المجزرة الإثنين في قرية بروانة، بعد أن تمكن الجيش وفصائل مسلحة متحالفة معه من طرد الجهاديين من معاقلهم الواقعة شمال محافظة ديالى.
ونفى بعض القادة العسكريين ذلك، لكن العبادي أمر بإجراء تحقيق عاجل.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء رافد جبوري إن "رئيس الوزراء أمر بإجراء تحقيق عاجل بالموضوع".
واتهم زعماء سنة ميليشيات شيعية بإعدام القرويين في قرية بروانة الواقعة في شمال قضاء المقدادية.
وبروانة هي القرية الوحيدة التي لم يفرض التنظيم المتطرف سيطرته عليها من أصل 22 قرية انسحب الجيش منها.
وخلال العملية العسكرية التي شنها الجيش مطلع الأسبوع، نزح سكان القرى التي كانت تحت سيطرة "داعش" إلى بروانة.
وقال شهود إن المسلحين أقدموا على إعدام هؤلاء الأشخاص الذين فروا من تلك المناطق، بعد عزلهم عن سكان القرية الأصليين.
وأضافوا أن ميليشيات شيعية دخلت بروانة مساء الإثنين وطلبت التأكد من هويات الرجال في بداية الأمر لكنهم أقدموا على إعدامهم بعد ذلك بأسلحة خفيفة.
وقالت ناهدة الدايني النائب عن محافظة ديالى "لقد أعدموا 77 شخصا، مؤكدة أن "ميليشيات شيعية بحماية قوات الأمن أقدمت على هذا العمل".
بدوره، قال علي الجبوري وهو من سكان قرية حمادة المجاورة، لكنه لجأ إلى بروانة منذ اجتياح المتطرفين قريته في يونيو إن "مسلحين دخلوا القرية واقتادوا بعض الرجال إلى إحدى نواحيها".
بدوره، نفى الفريق عبد الأمير الزيدي قائد عمليات دجلة الاتهامات بوقوع مجزرة في بروانة تحت أنظارهم، مؤكداً أن الادعاءات بوقوع أعمال انتقامية من قبل الفصائل الشيعية "مفبركة".
وقال لم تطلق رصاصة واحدة في بروانة، "وسقط سبعين من قوات الأمن شهداء، فيما قتل نحو ضعف العدد من عناصر داعش".
وأكد الزيدي أن عناصر الجيش عثروا على أدلة "تشير إلى أن عناصر داعش قاموا بحلاقة لحاهم وموهوا أشكالهم للهرب والاختباء بين السكان".
وبحسب علي الجبوري وجمال محمد، فإن المسلحين كتبوا على الجدران "هذا ثار سبايكر" في إشارة إلى 1700 جندي أعدمهم تنظيم "داعش" في تكريت لدى اجتياحه مناطق واسعة من شمال العراق وغربه في يونيو الماضي.