أكدت الإدارة العامة للعلاقات والتوعية بوزارة الصحة؛ استجابةً لما نشرته "سبق"، تحت عنوان "عبدالله" يروي معاناة أكثر من 30 فرداً من عائلته مع "كورونا"، أنه تم إحالة الموضوع للجهة المختصة؛ لمباشرته بعد الاطلاع على كل ملابساته. وبيّنت تفاصيل القضية قائلة: "فور اكتشاف إيجابية عينة والدة "عبد الله" -رحمها الله- بفيروس "كورونا"، تم التنسيق لنقلها للمستشفى المختص لحالات "كورونا"، وهو مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، وتم التواصل مع أهلها، في حينه، والشخوص لمنزلهم، وحصر المخالطين بالمنزل، وكان عددهم 11 شخصاً، ولم يكن بينهم أي شخص يعاني من المرض".
وأوضحت: "ولكن ظهرت بعض الحالات الإيجابية بينهم لا تعاني من أعراض، وجرى التعامل مع الحالات الإيجابية التي ظهرت بين المخالطين بالطرق الوقائية السليمة من عزل بالمسشتفى أو المنزل ومراقبة وبائية إلى حين انتهاء فترة الحضانة وهي أسبوعان وفقاً للمعايير المتعارف عليها في مثل هذه الحالات؛ حيث تم تطبيق الإجراءات التي يجب اتخاذها بمثل هذه الحالات".
البداية كانت "سبق" قد حاورت هاتفياً أحد المصابين بفيروس "كورونا"، المنوّم في غرفة عزل هو وإحدى شقيقاته البالغة من العمر 32 عاماً وابنها البالغ من العمر 10 أشهر في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض، فيما ينتظرون نتائج المسحتين الثانية والثالثة؛ للتأكد من إصابتهم بالمرض بشكل نهائي، كما ينتظر 25 آخرون من أفراد أسرتهم نتائج التحليل الأول؛ للتأكد من إصابتهم بالمرض.
وبدأت معاناة "عبدالله" (27 عاماً) وعائلته من المرض بعد أيام قليلة من وفاة والدتهم -رحمها الله- (61 عاماً) بفيروس "كورونا"، بعد تحويلها من أحد المستشفيات الشهيرة الخاصة بالرياض.
تقرير طبى ووفقاً للتقرير الطبي الذي حصلت "سبق" على نسخة منه، فإن أسباب وفاة والدة "عبدالله" تعود إلى توقف القلب والرئتين، والتهابات صدرية حادة، وانخفاض في ضغط الدم، المترتبة على إصابتها بفيروس "كورونا" متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
وروى "عبدالله" ل"سبق"، وهو من إحدى الجنسيات العربية الشقيقة، الذي قضى والده ووالدته -رحمها الله- أكثر من 35 سنة في السعودية، من غرفة عزله بجناح 42 الدور الرابع في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض فصول معاناتهم الحزينة التي بدأت بإصابة قدم والدته إصابة بسيطة، وانتهت بوفاتها -رحمها الله- في غضون أيام معدودة، فيما لا يزال ينتظر أبناؤها نتائج التحاليل؛ للتأكد من إصابتهم بفيروس "كورونا".
وقال "عبدالله": "أُصيبت والدتي بمرض "الدمن" في قدمها؛ وراجعنا بها أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بمدينة الرياض، وأُجريت لها عملية خراج، وبعد نجاح العملية كتب لها الطبيب المعالج خروجاً، بعد أن أفهمنا أنها أُصيبت بجلطة في قدمها، لكن طمأننا بأنها بسيطة جداً، إلا أنه قبل خروجها لاحظنا عليها تدهوراً في صحتها، وارتفاعاً في درجة الحرارة، لم تكن عليها في السابق، وأثناء وجودي عندها أنا وشقيقتي عاينها أكثر من خمسة استشاريين، بين استشاري باطنية وتنفس وصدر وقلب، وكل هذا بمقابل مادي، وكان التشخيص الذي يبلغونني به مختلفاً: مرة التهاب في الرئة بسيط، ومرة أخرى ماء في الرئة بسيط".
تدهور صحة والدته وأكمل "عبدالله": "واجهت مدير المستشفى الخاص، وأبلغته بأن قياس تنفس والدتي وصل إلى درجة متدنية، إلا أنه قال لي: والدتك إذا وصل تنفسها لهذا القياس فيعني أنها تحتاج إلى عناية مركزة. وبعد ساعات من كلامه جاءنا أخصائي العناية المركزة، وأبلغني بحاجة والدتي لنقلها للعناية المركزة، دون أن يشعرني بسبب تدهور صحتها. وبعد أن بدأ بإعطائها التنفس العادي قال لي: سنرسل عينة من والدتك لوزارة الصحة؛ للتأكد من إصابتها بفيروس "كورونا" من عدمه".
عينة "الصحة" ووفاتها وتابع: "بعد أربعة أيام من وجودها في العناية المركزة بالمستشفى الخاص أشعروني بأنها مصابة بفيروس كورونا، وبقيت لمدة يوم، ووضعوا لها تنفساً صناعياً ومساعدات للقلب، واستقرت حالتها بشكل يسير جداً، ثم تم نقلها لمستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، وهناك بدأ الأكسجين بالنزول، والكلى توقفت، ورغم إعطائها الإنعاش القلبي الرئوي إلا أن جميع المحاولات فشلت في إنقاذ حياتها، وتوفيت -رحمها الله- يوم الأربعاء 5/ 1/ 1436ه".
استدعاء ل"عبدالله" وشقيقته وأضاف: "قبل وفاة والدتي، وفي يوم الثلاثاء 4/ 1/ 1436ه، عملنا أنا وشقيقتي بحكم وجودنا عند والدتي تحليل "كورونا"؛ للتأكد من إصابتنا بالفيروس من عدمه خوفاً من ضرر الناس لا قدر الله. وبعد أن توفيت والدتي -رحمها الله - قمنا بتكملة الإجراءات والغسيل والصلاة عليها والدفن في اليوم نفسه، ووردني اتصال من مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز يشعرني بأن العينة التي تم سحبها مني أنا وشقيقتي أثبتت إصابتنا بفيروس كورونا، وتعد المسحة الأولى، فيما يتبقى مسحتان للتأكد بشكل نهائي".
معاناة غرفة العزل وقال "عبدالله": "فور أن تم إبلاغي توجهت أنا وشقيقتي البالغة من العمر 32 عاماً، وتم إيداعنا في غرفة عزل حتى اليوم، وتم أخذ عينة ظهر اليوم مني فقط؛ لإرسالها لوزارة الصحة للتأكد من إصابتي بشكل نهائي".
وأضاف: "المرض والموت بيد الله -سبحانه وتعالى- لكن ما أحزنني جداً هو موت والدتي، وهي لم تكن تعاني أي إصابة سوى ألم في قدمها، وأحزنني أكثر ألا أحضر عزاءها، ولا أقول إلا ما يرضي الله، فالحمد لله رب العالمين".
إصابة ابن أخته ب"كورونا" وقال: "في يوم الثلاثاء 4/ 1/ 1436ه طلبنا أخذ عينة لابن أختي البالغ من العمر 10 أشهر للتأكد من إصابته، إلا أن مستشفى الأمير محمد بن سعود اعتذر بحجة عدم وجود مكان مخصص للأطفال. وبعد إصابة أختي (والدة الطفل) في اليوم التالي طلبنا أخذ عينة من الطفل للتأكد من إصابته، وقد أظهرت النتائج الأولية اليوم الأحد 9/ 1/ 1436ه إصابته بفيروس كورونا".
25 من عائلة "عبدالله" وواصل "عبدالله" حديثه قائلاً: "أخذت وزارة الصحة مجموعة طبية لمنزل عائلتي للكشف على 25 من أفراد أسرتنا، هم: أختي الأخرى وأبناؤها وأخي وأبناؤه وبعض من أقاربي ممن زاروا أمي -رحمها الله- ولا نزال بانتظار نتائج العينات".
المفاجأة وتابع "عبدالله": "بعد وفاة والدتي وإصابتي وشقيقتي وابنها بالمرض علمت من أحد أقرباء المصابين أن خاله الذي توفي بفيروس كورونا كان منوماً في المستشفى ذاته، فيما أصيب ثلاثة من أصدقاء خاله، وكذلك والده، بفيروس كورونا أثناء زيارتهم لخاله -رحمه الله- وهم الآن منومون في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز. كما علمت أن أربعة آخرين ماتوا بأسباب كورونا، وكان آخر إصابة هي لممرضة من الجنسية الفلبينية".
شعور بالألم وقال: "أشعر بالألم على من سيراجع هذا المستشفى؛ لكونه متشبعاً بفيروس كورونا، ومستغرب أن إدارة المستشفى لم تبلغني قبل وصولنا مع والدتي، التي كانت لا تعاني سوى مرض الدمن في قدمها، بوجود إصابات بفيروس كورونا؛ فعلى الأقل كنا قد ذهبنا لمستشفى آخر، أو أخذنا الإجراءات الاحترازية.. لكن قدّر الله وما شاء فعل".
وأضاف: "تقدمت بشكوى على مركز الاتصالات بوزارة الصحة برقم 19383 وتاريخ 5/ 1/ 1436ه لاتخاذ الإجراءات كافة ضد هذا المستشفى، الذي قضى بإهماله على والدتي وعلى صحتي وصحة أختي وابنها، وعلى أربعة سابقين؛ لكي ينقذوا ما يمكن إنقاذه من هذا المستشفى، سائلاً الله تعالى لأختي وطفلها الشفاء العاجل، وأن يشفيني الله تعالى، وأن يرحم والدتي بواسع رحمته".