في الوقت الذي شيع فيه أقارب وزملاء الممرض بندر الكثيري في جدة أمس جثمانه بعد وفاته متأثرا بالمرض نتيجة إصابته بفيروس "كورونا"، صدرت توجيهات محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد للجهات المعنية بالقيام بجولات على جميع الأحواش ومواقع تربية الإبل في المحافظة وإزالة الأحواش العشوائية فوراً ونقل الإبل من الطرق العامة وداخل المدن وعدم بيع الحليب بطريقة عشوائية وكذلك القيام بجولات تفتيشية على سوق الأنعام المركزي بالمحافظة للتأكد من خلوه من مرض كورونا. ودفن جثمان الكثيري أمس، بعد الصلاة عليه في مسجد الكوثر، داخل مدينة جدة وتحديدا بالقرب من منزله الذي جهزه لعش الزوجية جنوبجدة، حيث كان من المفترض أن يعيش فيه مع زوجة المستقبل قبل أن يسقط مصابا بفيروس "كورونا". وكان مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة قد أعلن مساء أول من أمس وفاة الممرض بندر الكثيري (27 عاما) المصاب بفيروس "كورونا"، فيما أكدت مصادر طبية ل"الوطن" على أن أسباب الوفاة تمثلت في توقف عمل الرئتين وسبق ذلك فشل كلوي وتوقف بعض أعضاء جسمه عن العمل. وتعد وفاة الممرض أولى الوفيات بمدينة جدة بمرض "كورونا"، وقالت المصادر الطبية بمستشفى الملك عبدالعزيز إن المريض الذي كان يعمل ممرضا في قسم الطوارئ كان قد أصيب قبل أسبوعين بارتفاع شديد بدرجة الحرارة وضيق بالتنفس ونقل نتيجة لهذه الأعراض إلى الطوارئ، إلا أن حالته ازدادت سوءا وأثبتت الفحوصات المخبرية إصابته بفيروس "كورونا". وكان والد المتوفى قد تقدم بشكوى رسمية إلى الشؤون الصحية بجدة وطالب من خالها تحويل إدارة مستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر وكافة الذين تدخلوا في علاج ابنه إلى التحقيق بسبب إهمالهم في تشخيص حالته مما نتج عن ذلك دخوله في غيبوبة. من جهته، قال محمد، شقيق المتوفي، إن بندر تعرض لإهمال واضح من قبل إدارة المستشفى حيث تلكأت الإدارة في تسليمه التقرير الطبي الذي يوضح حالته وأخفت حقيقة مرضه عن عائلته مما أصابهم بالحزن. وأضاف أن بندر كان يستعد للزفاف ليلة سقوطه داخل قسم الطوارئ بالمستشفى، مشيرا إلى أنه والعائلة علموا أن سبب إصابة أخيه بالمرض هو انتقال العدوى إليه من داخل المستشفى، واتضح ذلك من فحص عينات ما يقارب من 230 شخصا من أقاربه لتظهر العينات سلبية المرض. وكان مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة الدكتور سامي باداوود قد أكد ل"الوطن" في وقت سابق على تسجيل أول حالة "كورونا" لممرض مستشفى الملك عبدالعزيز، وبين أن المصاب تعرض لالتهاب بالصدر وأدخل قسم العناية المركزة وتأكدت إصابته بالفيروس من خلال الفحوصات المخبرية الكاملة له وتم عزله في قسم العزل بالمستشفى ووضع تحت الأجهزة. من جهة أخرى، بينت مصادر طبية بمستشفى الملك فهد العام بجدة أنه بعد فحص 8 حالات مشتبه بإصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير، أن 5 منهم مصابون بالمرض، فيما تم عزل ممرضة آسيوية للاشتباه بإصابتها ب"كورونا". وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عبر موقعها على الإنترنت أمس عن وفاة الممرض بعد إصابته بفيروس "كورونا"، كما أكدت أن أحد الأطباء الذين أصيبوا بالمرض في جدة يتماثل حاليا للشفاء، وأضافت في بيانها أنه تم فحص 356 عينة للمرضى والمخالطين خلال الأسبوع الماضي، وقد أظهرت الفحوص إيجابية ثلاثة من العاملين الصحيين وجميعهم حالتهم مستقرة أو ليست لديهم أعراض. وأضافت الوزارة أنه تم رصد حالة لدى مواطن يبلغ من العمر (70) عاما في محافظة جدة ولديه أمراض مزمنة حيث انتقل إلى رحمة الله وقد أظهر فحص المخالطين في المنزل إيجابية الفحص لدى أحد أبنائه وليس لديه أية أعراض.