استنكر خطباء الجوامع بمساجد محافظتي شقراء ومرات الجريمة الآثمة والعمل الإرهابي الذي أقدم عليه شرذمة من الفئة الضالة الأسبوع الماضي في الأحساء، مؤكدين أنه من ثوابت العقيدة الراسخة التي يؤمن بها كل مسلم السمع والطاعة، والنصح والنصرة لولاة أمرنا في هذه البلاد الطاهرة. وأدانوا الإعمال الإرهابية كافة بجميع أشكالها وأنواعها، مؤكدين وقوف المواطنين صفاً واحداً مع رجال الأمن في سبيل القضاء على الفساد والمفسدين، من أجل أن يبقى وطننا لحمة واحدة، وبنياناً مرصوصاً ضد المتربصين والحاقدين، مبينين أن الحادث الإجرامي الذي وقع في الأحساء اعتداء آثم وجريمة بشعة، يستحق مرتكبوها أقسى العقوبات الشرعية؛ لما انطوت عليه تلك الجريمة من هتك للحرمات وإزهاق للأرواح المعصومة.
وقد تحدث خطيب جامع النور الشيخ هاشم محمد الشايع عن حادثة الأحساء الإرهابية من خلال خمسة محاور، قائلاً: "إن التطاول لا يكون إلا على القمم الشامخة، وهكذا هي بلادنا، يتطاول عليها الحسدة والمغرضون؛ ليسلبوها نعمها". مبيناً أن نعمة الأمن ينبغي أن يحافظ عليها كل مسلم يعيش على تراب هذه الأرض؛ ليعبد الله، وتطيب الحياة.
وأضاف الشايع بأن مسالك العنف لا تأتي بالإصلاح، ولا يكون طريقها الفلاح، بل هي سفك للدماء المعصومة، وهي أفعال محرمة. مؤكداً أن من عوامل الاستقرار إقامة شرع الله، وطاعة مَن ولاه الله أمركم، والحرص على جماعة المسلمين، واجتماع الكلمة، والتناصح، الحذر من الإعلام المغرض، والشائعات المضللة.
وفي جامع مركز الجريفة تحدث الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراشد عن الجريمة التي وقعت في الأحساء، وبيّن خطر الإرهاب على الأمة، وحذر من مخطط الإرهابيين الذين يريدون إثارة فتنة طائفية بين المواطنين، كما أشاد برجال الأمن في سرعة التعامل مع المجرمين، والقبض عليهم، موضحاً فضل من قُتل من رجال الأمن في سبيل القضاء على الفساد والمفسدين.
وحث الراشد المسلمين على الدعاء لرجال الأمن، مؤكداً أنه على الجميع ضرورة الالتفاف حول ولاة الأمر وعلماء الأمة، وأهاب بأولياء الأمور المتابعة المستمرة لأبنائهم خشية من أن تُختطف عقولهم من قِبل الدعايات المضللة التي سهلت وصولها لهم الأجهزة الحديثة.
وختم خطبته بالتأكيد على وجوب التبليغ عن المشتبه بهم، وتحريم السكوت عنهم أو إيوائهم أو دعمهم، موضحاً أن المحافظة على الوطن مسؤولية الجميع.
أما الشيخ جماز عبدالرحمن الجماز فقد تحدث في خطبته في جامع "الصحن" عن "تعظيم الحرمات وشناعة انتهاكها"، واستهل الخطبة بالتحذير من الذنوب والمعاصي، موضحاً أن من آثارها ما نعانيه من الفتن، والهرج، والاعتداء على الآخرين، والقتل بغير حق، مؤكداً أن الدعوة إلى الله والإصلاح لا يكونان عن طريق القتل وإزهاق الأرواح المعصومة والاعتداء على الآمنين والإفساد في الأرض.
فيما تحدث خطيب جامع المنيع بحي التأهيل الشيخ إبراهيم بن علي الشريم عن "الفتن وأهمية الأمن"؛ وذكر الأدلة من الكتاب والسنة على التحذير من الفتن وتكاثرها آخر الزمان، موضحاً أن الواجب على المسلم النجاة بدينه منها، مشيراً إلى أن أعظم الفتن ما يتعلق بالدماء المعصومة.
وأكد الشريم أن هذا الوطن مستهدف من الأعداء في الخارج والداخل، وقال: "مما يؤسف له أن يكون بعض أبناء الوطن أداة فساد لوطنهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون". موضحاً أن ما يثلج صدورنا ويبهج نفوسنا مواقف رجال الأمن، وبسالتهم، وتقديمهم أرواحهم نصرة لدينهم، وذباً عن حياض الشريعة.
وتحدث خطيب جامع الملك فهد في محافظة مرات الشيخ عبدالعزيز الدعيج عن "أهمية الأمن والاستقرار"، موضحاً أن الأمن والاستقرار من المطالب الضرورية للعيش في هذه الحياة، وأن الله امتن على أهل الجنة بالأمن، وامتن على أبينا آدم بالاستقرار في الأرض، مؤكداً أن الأمن لا يتحقق إلا بطاعة الله والبُعد عن المعاصي، وطاعة ولاة الأمر في المعروف.
وأشار "الدعيج" إلى أن حادثة الاعتداء الآثم في الأحساء، وما نتج منها من قتل للأبرياء وإزهاق للأنفس المعصومة، يقصد بها أعداء الله إشعال الفتنة في هذه البلاد المستقرة، مؤكداً أنه على أولياء الأمور ضرورة متابعة أولادهم من خلال مكاشفتهم ومصارحتهم، إضافة إلى معرفة أفكارهم ومناقشتهم في الشبهة والأفكار الدخيلة عليهم.
أما خطيب جامع "ابن ربيعة" الشيخ سليمان الشتوي فقد افتتح خطبته الأولى بذكر شيء من نعم الله التي أسبغها علينا في هذه البلاد، مؤكداً أن أعظم نعمة هي نعمة الأمن.
وتطرق للحديث عن أهم العوامل المؤدية للحفاظ عليها، موضحاً أن منها: المحافظة على العقيدة الصحيحة، وتطبيق شرع الله عز وجل، والسمع والطاعة بالمعروف لولاة الأمر. مضيفاً بأن الأعداء يستهدفون وحدتنا، والسعي لتخريبها وتفتيتها بكل ما يستطيعون.