استحوذت القضايا السياسية على اهتمام العديد من خطباء العيد في كثير من الدول العربية والإسلامية، وحظي تنظيم الدولة الإسلامية وما يرتكبه من مذابح باسم الدين، وخطره على استقرار وأمن الدول؛ على نصيب الأسد خلال هذه الخطب، فيما تنوعت بقية الخطب في تسليط الضوء على عدد من القضايا المحلية والإقليمية. في المملكة العربية السعودية ألقى خطبة العيد في المسجد الحرام بمكةالمكرمة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ سعود الشريم. وبيَّن الشريم في خطبته أن نسك الحج "يذكرنا بما أودع الله فيه من أحكام وحكم قيمة من الأمن والاستقرار؛ حيث أمَّن الله فيها الإنسان والطير والوحش وسائر الحيوان؛ ليدرك الناس حاجتهم الملحّة إلى الأمن والاستقرار في حياتهم". وأضاف أن "استقرار المجتمعات سبب في النجاح الذي يشبع احتياج كل أفراده، وفقدان الاستقرار فشل ذريع في السير الآمن في مهامه في الحياة ودروبها واختلال لكل مشروع إيجابي"، داعيًا الله "أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار، وعلى بلاد المسلمين كافة". سلطنة عمان.. الاستقرار الفكري وتحدثت خطبة سلطنة عمان التي حضرها فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان، وألقاها إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العُليا بمسجد الخور في مسقط- عن أهمية الاستقرار الفكري. وقال البوسعيدي إن "استقرار الوطن الفكري وتماسك نسيجه الاجتماعي هي من نعم الله الكبرى وآلائه العظمى؛ فبالاستقرار تنطلق عجلة التنمية والبناء، وتتهيأ أسباب الراحة والهناء، وينعم الناس بالموارد والرخاء". قطر.. وحدة الأمة وفي قطر، وبحضور تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ووالده الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ألقى ثقيل ساير الشمري القاضي بمحكمة التمييز عضو المجلس الأعلى للقضاء الذي أمَّ المصلين؛ خطبة العيد بمصلى الوجبة دعا فيها عموم المسلمين إلى "جعل العيد مظهرًا من مظاهر وحدة الأمة وتعاونها على الخير والاستفادة مما في العيد من البر والعطاء بالرحم والأوطان، واستلهام نعمة الأمن وأثرها في الرخاء". الإمارات .. الأمن والأمان ودعا خطيب العيد بمسجد الشيخ راشد في منطقة زعبيل بدبي، خلال خطبته التي حضرها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي؛ بأن "يديم الله على البلاد نعمة الأمن والأمان والتواصل والتكامل الاجتماعي". اليمن.. الشراكة والسلم وفي اليمن، بث التليفزيون الرسمي خطبة مختصرة للشيخ أكرم الرقيحي أكد فيها ضرورة التزام كافة القوى السياسية اليمنية بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة؛ لكي يتم تجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى أتون الحروب والصراعات، مضيفًا أن اتفاق السلم والشراكة الموقع بين القوى السياسية كان ضرورة ملحة اقتضته طبيعة المرحلة الخطيرة التي يمر بها اليمن. فلسطين .. الحرية والاستقلال من مسجد التشريفات بمقر الرئاسة بمدينة رام الله، استذكر محمود الهباش، خلال خطبة العيد، الشهداء وجرحى ومشردي قطاع غزة، قائلاً: "عهد علينا ألا نقيل ولا نستقيل، وألا ننعم حتى ينعم كل الشعب بالحرية والاستقلال والعزة". كما دعا إلى مزيد من التكاثف والوحدة، قائلاً: "لا أصلح الله من بذر بذرة فتنة بشعبنا"، متابعًا: "العالم يحارب الإرهاب، وعلى العالم أن يقضي على بذرة الإرهاب المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي"، موجهًا رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية قال فيها "أنتم منا ونحن منكم، وواجبكم تجاه القدس لا يقل عن مكة والمدينة، وعليكم دعم القدس وشد الرحال والمرابطة فيها". لبنان.. التهديد الخارجي وفي أول خطبة عيد له بعد انتخابه مفتيًا ل"لبنان" في أغسطس الماضي؛ قال "عبد اللطيف دريان" إن "الإسلام مهدد من الداخل مثلما هو مهدد من الاستهداف الخارجي. وأوطاننا مهددة من الداخل بسبب الانقسامات، ودولنا مهددة من الداخل بقدر التهديد الخارجي". ودعا خلال الخطبة التي ألقاها في مسجد محمد الأمين في بيروت إلى "إصلاح الحياة السياسية والوطنية والاجتماعية، والإصلاح في المؤسسات ونوعية ومستوى الأداء وفي الشأنين الديني والثقافي". مضيفًا أن "ما نشهده اليوم من فظائع باسم الدين دليل على أن الذين يقومون بذلك ما عرفوا من الإيمان إلا اسمه". سوريا.. حقن الدماء وفي سوريا، وبحضور الرئيس بشار الأسد المتهم بقتل مئات الالاف من شعبه؛ أوصي محمد عدنان الأفيوني مفتي دمشق وريفها، في خطبة صلاة العيد في جامع النعمان بن بشير بدمشق؛ بإيقاف الحرب في البلاد وحقن دماء أبنائها، قائلاً: "الله الله في الدم.. الله الله في الأطفال والأعراض.. كفى ما قدم من شهداء وكفى ما حل بالبلاد". وأضاف الأفيوني: "يا أبناء سوريا.. الله الله في الدم.. الله الله في الأطفال والأعراض، كفى ما قدمتم من شهداء.. كفا ما حل بالبلاد والعباد". مصر.. محبة السيسي من جانبه، امتدح الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق، في خطبة عيد الأضحى "الرسمية" بمسجد السيدة صفية في حي مصر الجديدة، صباح اليوم السبت؛ الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قائلاً إنه "سرى حبه في الأرض، وأحبه العالم" أثناء إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. الجزائر.. مصالحة داخلية وفي غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دعا خطيب عيد الأضحى بالجزائر الدول العربية إلى تبني مشروع مصالحة داخلية لوقف الاحتقان والاقتتال الذي تشهده حدوها. ودعا خطيب العيد محمد إبراهيم ميقاتلي، خلال الخطبة التي ألقاها فى المسجد الكبير بحي الأبيار بأعالي العاصمة الجزائر، بحضور عدد من مسؤولي الدولة "الدول العربية على حدود الجزائر؛ إلى تبني مشروع السلم والمصالحة من أجل وقف العنف والاحتقان والاقتتال الذي تشهده". الكويت.. شر الفتنة وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية بالإنابة فريد أسد العمادي، خلال خطبة صلاة العيد في المسجد الكبير بحضور أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح: "عظمت الفتنة في هذه الأمة بسفك الدماء وقتل الأبرياء ونحر الأعناق وتعليق الرؤوس وتناثر الأشلاء وإثارة الفتن العمياء وتواصل حلقات الإفساد والتكفير واستمرار مسلسل التفجير والتدمير وغور الجراحات النازفة التي طال أمدها فعسر اندمالها". وأضاف: "يزعم هؤلاء المجاهيل الأغرار أنهم يقيمون شرع الله ويطهرون جزيرة العرب من المشركين ويقيمون دولة الإسلام على أرض العراق والشام". رواندا.. وحدة المسلمين ودعا نائب مفتي رواندا الشيخ "إياكاريمي سليمان" إلى اتخاذ عيد الأضحى "مناسبة للحفاظ على وحدة المسلمين في البلاد". أضاف، في خطبة صلاة العيد، مخاطبًا أكثر من 7 آلاف رواندي مسلم اجتمعوا في الاستاد الإقليمي بالعاصمة كيجالي، قائلاً: "فلنحافظ على وحدتنا في عيد تاباسكي (الأضحى).. يقال عنّا إنّنا منقسمون، وإننا حتى في الحجّ، لدينا وفدان لمسلمي رواندا.. فلنثبت للجميع أننا متحدون، وأنه لا يوجد سوى وفد واحد من الحجيج الروانديين، وأن المفتي (إبراهيم كايتاري) معهم جميعًا". أربيل.. خوارج العصر ودعا ملا بشير خطيب جامع جليل خياط في مدينة أربيل عاصمة إقليم شمال العراق، خلال خطبة عيد الأضحى؛ المسلمين إلى اتخاذ الحيطة والحذر ممن يتحدثون باسم الدين، ويفسدون في الأرض ويقومون بتهجير الآمنين من الناس من بيوتهم. وقال بشير في خطبة العيد إن "عيد الأضحى هذا العام يترافق مع الحروب والمعارك في المنطقة، والقتل والغزوات الجاهلية، وتهجير الناس الآمنين من مساكنهم"، واصفًا تنظيم داعش، ب"خوارج العصر". الكاميرون.. "بوكوحرام" بدوره، دعا رئيس الاتحاد الإسلامي في الكاميرون "إبراهيم مبارك مبومبو"، مسلمي بلاده إلى محاربة مجموعة "بوكو حرام" المسلحة، والتصدي لفيروس "إيبولا" القاتل. وأضاف "مبومبو"، في خطبة صلاة عيد الأضحى التي أقيمت صبيحة يوم السبت، في مخيم "برتود" ب"دوالا" جنوب غرب الكاميرون، متوجّهًا إلى المئات من المسلمين: "الدم مقدّس، والحياة أيضًا مقدّسة، ولا أحد يمتلك حقّ إزهاق حياة الآخر. والهمجية محظورة في القرآن. الحرب المقدّسة تعني أنه يتحتّم علينا محاربة الكراهية والتمييز.. على المسلمين إذن محاربة بوكو حرام ضمانًا لأمن بلادنا الكاميرون". وأوضح "مبومبو" أن محاربة بوكو حرام الناشطة في منطقة أقصى الشمال الكاميروني تكون ب"تجنبها"، و"استنكار عمليات عناصرها".