أستنكر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الحادث الإرهابي الذي وقع البارحة الأولى في الأحساء واصفا إياه بالخطير والإرهابي المنظم يراد منه إحداث الفوضى وإشعال الفتنة في البلاد، وقال ل «عكاظ»: «هذا الحدث خطير وإرهابي منظم، قام به حاقد على الأمة ومريد الفساد والفوضى بها، لكن يأبى الله إلا أن يكون الخير والصلاح ويرد كيد هؤلاء الحاقدين في نحورهم»، وتابع: «دافع هؤلاء في فعلتهم إشعال الفتنة الطائفية بين الناس ليقتل بعضهم بعضا، ودماء المسلمين معصومة ومحترمة ومحرمة لا يجوز انتهاكها، وأؤكد على أن واجب الجميع استنكار هذه الحادثة وعدم إحسان الظن أبدا بمن قاموا بها، فهم ظالمون معتدون، مستحقون للعقاب الرادع من القضاء الشرعي ومن ولي الأمر ليكونوا عبرة لغيرهم»، وأوضح أن واجب الخطباء والدعاة في فضح مخططات وأدوار هذه الفئة الضالة كبير جدا، مضيفا: «علينا فضح هذه الأمور التي يراد بها الفوضى، فنحن في أمن وطمأنينة واستقرار وعافية ونعمة من الله فلا نريد أن تتحول كل هذه النعم في البلاد إلى فوضى، هذا منكر وفساد كبير». من جهته، طالب عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع بإيقاع العقاب الرادع على الذين قاموا بالحادثة الشنيعة في الأحساء البارحة الأولى، ووصف ما حصل البارحة الأولى بأنه حادث إجرامي وجريمة بشعة شنعاء، يستحق مرتكبوها أقصى العقوبات الشرعية، إذ أن فيها انتهاك لحرمة دماء المسلمين المعصومة وخرق لإحدى الضرورات الخمس التي هي إزهاق النفس التي حرمها الله إلا بالحق، فضلا عن هتك حرمات الأمن والاستقرار وتعريض حياة المواطنين الآمنين المطمئنين للمخاطر والترويع وهتك المصالح العامة. وقال عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي: «هذا العمل مستنكر وإجرامي ولا يجوز شرعا، وهو يخالف الشريعة وأنظمة الدولة ومخل بالأمن العام بشكل عام، وأنا أستنكره، ومن هنا يجب على كل مواطن سعودي استنكار هذه الأحداث التي تقع بهذه الطريقة المخالفة للشريعة ونظام الدولة، ونحن في المملكة مجتمع آمن متعاون مع بعضه مسؤولين أو عامة الناس، وإن كان هناك بعض الأشخاص أو الجهات التي لها انتماءات خارجية أو طائفية تريد إثارة الفتنة فإن ذلك لن يسمح لها إن شاء الله»، وشدد التركي على أن مجتمع المملكة لن يسمح بهذه الأعمال التخريبية، ولن يتيح لها الفرصة، كما أن الدولة قادرة من خلال أجهزة الأمن على ضبط الأمن وتتبع هؤلاء المسيئين وينبغي علينا في وسائل إعلامنا وكذا المؤسسات الثقافية والشرعية أن نؤكد على أهمية الأمن والاستقرار والبعد عن الفتنة والطائفية والفرقة والنزاع الذي يؤدي لهذه المشكلة، فنحن في دولة تطبق الشريعة والعدل فيها قائم ومستقر وإن كان لدى أي أحد تظلم فله ذلك من خلال الرفع إلى المحكمة المختصة أو الإمارة وغيرها، وهي تتابع هذه القضايا باهتمام، مؤكدا أن مثل هذا العمل الإجرامي مستنكر وهو إجرام في حق المجتمع والناس والمعتدى عليهم ولا يجوز فعله أو التعاطف معه بأي طريقة من الطرق. وعبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن استنكارها الشديد للحادث الإجرامي الذي وقع بمحافظة الأحساء وأدى إلى مقتل خمسة مواطنين وإصابة تسعة آخرين. من جانبه، قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي: إن ما حصل من اعتداء علي بعض المواطنين في حين غرة منهم وفي حالة تنكر واستخفاء من قبل الفاعلين هو بلا شك جريمة نكراء لا يقدم عليها إلا مبغض لهذه البلاد وأهلها بدافع الحقد والحسد والضلال والذين يخوضون في هذا الحادث للإرجاف بالأكاذيب وترويج أسباب الفتنة إما جهلة لا يدرون عواقب الأمور ولا يدركون ما يحاك ضد وطنهم من الشرور فيسهمون من حيث لا يعلمون في تحقيق أغراض أولئك الحاقدين أو أنهم مشاركون لهم في جريمتهم ويتبادلون معهم الأدوار. وفي كل الأحوال سيبوء هؤلاء وأولئك بالفشل، فالبلد محمية برجالها بعد الله ومحصنة بتمسكها بثوابتها ولحمتها الشرعية والوطنية، ومع ذلك أذكر نفسي وجميع أبناء هذا البلد الطاهر رجالا ونساء أن يكونوا علي حذر من المندسين في صفوفهم من أعداء الأمة والدين تحت أي شعار وأن يكونوا يدا واحدة للحفاظ علي هذه النعمة التي أنعمها الله علينا نعمة الأمن والاستقرار والخير الوفير الذي يحسدنا عليه الحاسدون. من جهته قال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد، إن هذا الحادث الإجرامي اعتداء آثم وجريمة بشعة يستحق مرتكبوه أقسى العقوبات الشرعية، لما انطوى عليه من هتك للحرمات المعلومة بالضرورة من هذا الدين ففيه هتك لحرمة النفس المعصومة وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة المواطنين الآمنين المطمئنين وهتك للمصالح العامة، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمين فويل له من عذاب الله ونقمته ومن دعوة تحيط به. وأضاف يقول: نسأل الله تعالى أن يكشف سترهم وأن يفضح أمرهم وأن يمكن منهم، وندعو جميع المواطنين في المملكة أن نمتثل أمر الله تعالى في أن نكون صفا واحدا تجاه هؤلاء المجرمين الخونة لتفويت الفرصة على أعداء هذا الدين وهذا الوطن الذين يطمعون في النيل من وحدتنا واستقرارنا. كما سأل الله تعالى أن يحفظ المملكة وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.