من أستراليا قطع بلال ذو السبعة وعشرين ربيعاً آلاف الأميال من بلاد ما وراء البحار، ويتهدج صوته بالدعاء ملبياً لبيك اللهم لبيك. وبعد أن وطأت قدماه البلاد المقدسة شعر بتلبك في الأمعاء مما أثر عليه في الطعام والمنام، وتزايد عليه الألم بشدة حتى استدعى ذلك التدخل الجراحي السريع من قِبل استشاري الجراحة الدكتور يسري الشاذلي واستشاري التخدير الدكتور عمر عقيل ومساعده الدكتور إبراهيم خروب والدكتور حلمي أبو الذهب والدكتور خالد الزهراني والدكتور وليد نايف وتعد هذه أول عملية كبرى تُجرى ببرج مستشفى الملك فيصل الجديد بمكة.
وتم تشخيص حالة بلال على أنه يعاني التهاب الزائدة الدودية وتم إدخاله إلى غرفة العمليات بتوجيهات من قِبل الدكتور مطلق المالكي المدير الطبي، وبعد استكشاف الزائدة الدودية كانت المفاجأة حيث وجد الأطباء أن هناك ورماً كبيراً جوار الزائدة وتم استئصال النصف السفلي للقولون الصاعد مع الزائدة الدودية وجزء صغير من الأمعاء.
وتبين من الفحوص أن هذا الورم ما هو إلا عيب خلقي منذ الولادة قد التهب بشدة.
وغادر بلال مكة سليماً معافى، ولينعم الله عليه بنعمة الشفاء ونعمة الحج فقد رافق القافلة الطبية بالمستشفى لإكمال مناسك الحج وسافر بلال إلى بلاده.
ومن جهة أخرى قال مدير مستشفى الملك فيصل الدكتور رائف قطب "إن المستشفى يقدم خدمات عالية الجودة لرعاية المرضى ، فهو يخدم ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، وهو من أهم أولوياتنا التي أعطت حافزاً للعاملين؛ لتقديم أقصى ما عندهم لتحسين الجودة بالتوازن بين احتياجات وتوقعات المرضى، وبالإمكانات الطبية المتاحة، وكذلك التوسع بخدمة الرعاية الصحية في التخصصات الدقيقة باستخدام أحدث الأساليب العلمية والتقنية.
وأضاف "أتقدم بخالص شكري وتقديري للجميع دون استثناء، وأشجع فيهم روح العمل والتفاني والإخلاص واحتساب الأجر لله وحده، والحرص على أهمية المحافظة على سلامة المرضى".