يُعَدّ التاريخ الإسلامي تاريخاً ثرياً بالأحداث والمواقف التي أثّرت تاثيراً هائلاً في المسلمين، ونشرت الإسلام في ربوع العالم شرقه وغربه؛ وبخاصة في شهر رمضان المبارك، الذي يعتبر شهر الفتوحات والانتصارات الكبرى، وقد حدث في العشرين من رمضان العديد من الأحداث، توجزها "سبق" في نقاط: الرسول الأكرم يدخل مكة فاتحاً ومتواضعاً يدخل في العشرين من رمضان للعام 8 الهجري النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مكة فاتحاً منتصراً، ومع ذلك يدخلها متواضعاً شاكراً لربه على آلائه وإنعامه عليه؛ إذ دخل مكة مترفعاً عن الكبر؛ حتى إن لحيته لتَمَسّ رَحْل ناقته تواضعاً لله وخشوعاً، ولم يدخل -وهو الظافر المنتصر- دخول الظلَمة الجبارين سفّاكي الدماء البطاشين بالأبرياء والضعفاء.
بناء مسجد القيروان بتونس عام 51ه في العشرين من شهر رمضان من العام 51ه، قام عقبة بن نافع ببناء مسجد القيروان بعد عام من الشروع في بناء مدينة القيروان، والقيروان كلمة مُعَرّبة عن "كاراوان" باللغة الفارسية، ومعناها "موضع النزول"، تشتهر القيروان في التاريخ بعلمائها وفقهائها، في مقدمتهم الفقيه العظيم عبدالله بن أبي زيد القيرواني صاحب "الرسالة الفقهية"، وفي ذلك الوقت أكمل "عقبة" فتح شمال أفريقية حتى غاصت أقدام فرسه في مياه المحيط الأطلسي، وقال قولته الشهيرة مخاطباً البحر: "والله لو أعلم أن خلفك أرضاً لمضيت إليها غازياً في سبيل الله"، ولم يكن يعلم رحمه الله أن خلف هذا البحر ما سيُعرف في الأزمنة اللاحقة بالولايات المتحدةالأمريكية.
هروب الأندلسيين من حكم "الحكم" هرب في العشرين من شهر رمضان من العام 202ه آلاف الأندلسيين من قرطبة بعد فشل ثورتهم ضد حكم الأمير "الحكم بن هشام"، الذي بطش بالثوار بطشاً شديداً، وهدم منازلهم وشردهم في الأندلس؛ فاتجهت جماعة منهم -تبلغ زهاء 15 ألفاً- إلى مصر، ثم ما لبثوا أن غادروها إلى جزيرة أقريطش كريت سنة 212ه، وأسسوا بها دولة صغيرة استمرت زهاء قرن وأكثر.
المسلمون يفتحون "بابك" دخل في العشرين من شهر رمضان من العام 222ه القائد "الأفشين" (والي الخليفة المعتصم) مدينة "بابك"، واستباح ما فيها بعد محاصرة وحروب هائلة، وقتال شديد، غَنِم فيها المال الكثير، وجاء هذا الفتح بفضل التجهيز الكبير للجيش الذي قام به الخليفة.
و"الأفشين" هو حيد كاوس، تركي الأصل، يُدعى عادة ب"الأفشين" وهو لقب أجداده أمراء "أشروسنة" من بلاد ما وراء النهر "تركستان"، كان من كبار القادة في عهد المأمون والمعتصم، اشتهر ببأسه وشجاعته ومهارته في أساليب الحرب، صحب "المعتصم" إلى مصر حين ولاه عليها سنة 213ه.
الناصر صلاح الدين يدخل "صفد" استطاع في العشرين من شهر رمضان من العام 584ه السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبعد مغادرته دمشق، أن يفتح بلدة "صفد"، وهي معقل الدواية، كان سكانها أبغض أجناس الفرنج إليه، وحاصرها بالمجانيق، وقتل مَن بها، وأراح المارة من شر ساكنيها، وبعدها عاد السلطان إلى "عسقلان"، وولى أخاه "الكرك" عوضاً عن "عسقلان"، وأرسله ليكون عوناً لابنه "العزيز" في مصر، وأقام بمدينة "عكا".
وفاة العلامة "فخر الدين" توفي في العشرين من شهر رمضان من العام 689ه العلامة فخر الدين أبو الظاهر إسماعيل، الشيخ الزاهد، ودفن بتربة "بني الزكي" ب"قاسيون" في سوريا، كان يكتب من كلامه كل يوم ورقتين ومن الحديث ورقتين، وكان يصلي مع الأئمة كلهم بالجامع. ومن شِعره: والنهر مدجن في الغصون هوى *** فَرَاحَ في قلبه يمثلها فغار منه النسيم عاشقها *** فجاء عن وصلد يميلها
تركيا تعلن الحرب على ألمانيا في العشرين من شهر رمضان من العام 1001ه قام الجيش الألماني -البالغ 40 ألف مقاتل- بهجوم مباغت على الجيش العثماني المكون من 10 آلاف مقاتل، في الجنوب الشرقي من "زغرب"، الواقعة حالياً في كرواتيا، وقتل 7 آلاف مسلم؛ بمن فيهم القائد حسن باشا حاكم البوسنة، وكانت هذه الغارة سبباً في إعلان تركيا الحرب على ألمانيا.
انسحاب العثمانيين من حصار فيينا في العشرين من شهر رمضان من العام 1094ه الموافق 12 سبتمبر 1683م، قام ملك بولونيا "سوبيسكي" -وبتحريض من رأس كنيسة روما- بمهاجمة القوات العثمانية التي كانت قد أحكمت الحصار حول العاصمة النمساوية فيينا، ونجح الهجوم الصليبي، واضطرت القوات العثمانية بقيادة "قره مصطفى باشا" إلى الانسحاب.