ذكرت شركتا السيارات اليابانيتان العملاقتان (تويوتا وهوندا) أن مصانع رئيسية لهما في جنوب الصين توقفت عن العمل أمس بعد إضراب العمال لدى مورد قطع غيار؛ إذ استمرت أجواء السخط التي تسود أوساط العمال في إثارة الاضطرابات في القطاع وقلق المستثمرين. وتوقف العمل في مصنع لتويوتا موتور في إقليم قوانغدونغ، تبلغ طاقته الإنتاجية 360 ألف مركبة سنوياً، منذ الثلاثاء، بعد أن أضرب عمال في مصنع دينزو (مورد قطع الغيار القريب المملوك لدينزو كورب اليابانية). وقالت "تويوتا" إن الإنتاج سيتوقف في مصنع تجميع بكامله، وإنها لم تقرر بعد متى سيعود المصنع للعمل. بينما قالت "هوندا موتور" إنها أوقفت خطوط تجميع في مصنع من مصنعين في قوانغتشي هوندا، أحد المشاريع المشتركة للشركة في الصين، بعد تعطل إمدادات قطع الغيار. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع المتوقف 240 ألف سيارة سنوياً. وجاءت هذه التوقفات في أعقاب سلسلة إضرابات قام بها العاملون لدى موردي قطع الغيار في قوانغدونغ وأجزاء أخرى من الصين؛ ما يلقي الضوء على مدى تعرض شبكة التوريدات المضغوطة للخطر بسبب التوريد في آخر لحظة، وضيق العمالة المهاجرة من الريف من أجور يقولون إنها تتخلف كثيرا عن مواكبة النمو الاقتصادي وأرباح الشركات. وقال أستاذ قانون العمل في جامعة رينمين في بكين تشانج كاي، الذي قدم النصح في وقت سابق لعمال مضربين في مصنع آخر تابع لهوندا: "قطاع السيارات في الصين، خاصة بالنسبة إلى الشركات الأجنبية، مربح للغاية، لكن لم تحدث مواكبة مناسبة بين أرباح الشركات وأجور العاملين". وقال عامل من إقليم هونان "إدارة شؤون العاملين لا تشعرني بالاحترام؛ فهم كثيراً ما يقولون لنا عندما نطلب شيئا: يمكنك أن تترك العمل إذا كنت ترى أن المصانع الأخرى أفضل!". ويبدو أن غضب العمال أثار قلق المستثمرين؛ فنزل سهم هوندا 2.3 في المائة أمس، وكان قد انخفض بأكثر من 10 في المائة منذ بدء الإضراب الأول لدى الموردين منتصف مايو الماضي. وهبط سهم تويوتا نحو 9 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بانخفاض بنسبة 5 في المائة في مؤشر نيكي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى، وهبط سهم الشركة 1.8 في المائة أمس.