كشفت مديرة مركز تمكين المستقبل الدكتورة نورة بنت خالد السعد ما تضمنته وثيقة "السيداو" من مخالفات واضحة لمنظومة المجتمعات المسلمة التشريعية. وقالت إن العنف الذي تمنعه الوثيقة ليس الإيذاء المشار إليه في نظام الحماية الصادر في المملكة العربية السعودية، فالأممالمتحدة تؤكد أن العنف هو عدم المساواة التاريخية والهيكلية في علاقات القوة بين المرأة والرجل.. وهو انتهاك فادح لحقوق الإنسان.
وأضافت في حوارها مع برنامج "وارفة" أن القصد من العنف في وثيقة "السيداو" هو أي فرق في المعاملة بين الأنواع ومن ثم يتم التساوي بين الرجل والمرأة في الأدوار والتشريعات.
واستغربت المناداة بالتساوي مع الشواذ، وأن من ينكر ذلك يدخل في دائرة العنف، وأوضحت الحقيقة الجندرية التي تنادي بها "السيداو" وهي الشعار الذي تروج له الأممالمتحدة ويظهر منع التمييز بين الرجال والنساء في بعض القضايا لكن باطنة يعني التمييز في إلغاء أي فوارق بين الرجال والنساء.
وقالت: إن الذي سبب الإشكالات في الاتحادات العالمية الفقرة التي تنص على أن العنف بين النساء والفتيات يحدث من سوء استخدام السلطة والتي تعني (القوامة)!، وهي التي تعني حقيقة الحفاظ على كيان الأسرة ومنع العلاقات غير الشرعية بين الجنسين، وتطالب الوثيقة بممارسة الحياة بشكل طبيعي دون قيود، وتؤكد على إزالة كل الفوارق بين الجنسين داخل الأسرة، وتكمن الخطورة في كيفية تعامل الأب مع بناته والزوج مع زوجته في ظل تفسير العنف بأنه منع القوامة!
واشارت "السعد" إلى التدرج الذي يمارس على الدول الإسلامية في تحقيق طموحاتها وتنفيذ وتحقيق الاتفاقات الدولية بالتحفظ على ما يخالف التشريعات الإسلامية واستخدام نوع من التعميم ونوع من الاختلاف، ونوهت إلى اختلاف تعريف الجندر من مرحلة لمرحلة ومن وثيقة لأخرى، بحيث يتم التعديل والتبديل وفق المرحلة التي يريدون تنفيذها".
وأردفت: اللائحة التي صدرت في المملكة العربية السعودية عرفت الإيذاء بشكل موضوعي بعيداً عن مصطلحات الأممالمتحدة التي يعتبر مصطلحها عاماً وواسعاً، ولم تنكر السعد أهمية وجود محاسبة قوية لمن يسبب إيذاء للنساء والأطفال، وطالبت بضرورة نشر التوعية وتوضيح صحيح لمعنى الإيذاء، وافتتاح مراكز توعوية في المناطق وتصحيح مفهوم السلطة غير المحدودة للآباء والأمهات.
ونوهت إلى أن من أسباب العنف هو عدم الفهم الصحيح والشرعي لحقوق الرجل وواجباته، وحقوق المرأة وواجباتها وحقوق الأسرة تجاه الأطفال وحقوق المسؤول تجاه من يرأسهم، وعدم وجود توعية شرعية بالحقوق ولابد من عقاب لمن يتسبب في الإيذاء الحقيقي.
من جانب آخر أظهرت الحلقة نتيجة الاستفتاء الذي دار حول عمل المرأة في الفنادق، وكانت نتيجته 97% لا يؤيدون عمل المرأة في الفنادق و1% نعم يؤيدون و2% محايدون.
وعلقت مديرة مركز إسعاد د. سوزان رفيق مشهراوي على أن عمل المرأة في الفنادق من أعظم مزالق التغريب وإفسادها لأنه يتطلب مبيتها خارج البيت أو البقاء خارجه وقتاً طويلاً لما تتطلبه طبيعة العمل، كما ينشأ عنه استخفاف بالضوابط الشرعية ومخالطة الرجال والتبسط معهم.
وعرض استفتاء جديد يقول: "هل ترين سلبية أولياء الأمور في حل المشكلات الاجتماعية لبناتهم أو أخواتهم؟
كما استعرضت الحلقة كتاب مشاريع عملية في الاحتساب للدكتورة حياة باأخضر، والذي تطرقت فيه إلى لمحات سريعة عن أهمية الاحتساب في المجتمع من خلال عدة مواقف استقتها من الكتاب والسنة تدل دلالة واضحة على أن مفهوم الاحتساب اقترن مع دعوة الأنبياء وأن صلاح المجتمعات ونجاتها من غضب الله إنما يعتمد عليه، كما تبين مقترحات تطبيقية لاحتساب المرأة.
وعرضت الحلقة تقريرين أحدهما عن السجينة والمعاناة التي تعتريها داخل السجن وخارجه وتقريراً آخر عن المرأة الداعية وأهمية إنشاء مؤسسات دعوية متخصصة، واختتمت الحلقة بالفقرة الحقوقية الدائمة وعرض لعدد من حسابات الإعلام الاجتماعي.
الجدير بالذكر أن برنامج وارفة يأتي بالشراكة بين مركز باحثات لدراسات المرأة وقناة المجد الفضائية، ويبث التاسعة والنصف مساء يوم الأربعاء من كل أسبوع.