حذر المركز الوطني لإنتاج الأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب بوزارة الحرس الوطني؛ من انتشار الثعابين في هذا الوقت من السنة بمعدلات أكبر مقارنة بفصول السنة الأخرى، مرجعاً ذلك إلى حرارة الجو، هطول الأمطار، ومصادفة شهر يونيو لفترة التزاوج بين الثعابين؛ حيث يخرج الذكور والإناث بحثاً بعضهم عن بعض؛ مما يجعل تواجد الثعابين خارج جحورها أكبر. ورصد المركز ما انتشر من مقاطع فيديو عن الإمساك بثعبان "الصل" الأسود أو قتله على يد بعض الشُّبان الهواة، مؤكداً تنامي القلق بسبب هذه الممارسات، وقال المركز: "ثعبان الصل الأسود يحمل سماً خطيراً جداً يقتل خلال أقل من 45 دقيقة من اللدغة، وهو يتواجد بصفة دائمة في جحر الضب".
وأضاف: "القاعدة التي توصل إليها المركز أثناء رحلاته السنوية المكثفة لجمع الثعابين السامة بغرض إنتاج أمصال لها؛ تقول: إن كل ثعبان من نوع الصل يوجد في جحر ضب أو خارج الجحر طبعاً، ويزحف لمسافات كبيرة جداً في المناطق التي يتواجد فيها الضب".
وأردف المركز: "بطبيعة الحال لا يمكن اعتبار أن في كل جحر ضب يتواجد ثعبان الصل، لكن تواجده في هذه البيئة واضح، وخاصة في مناطق معينة، ثم عندما يقوم هواة صيد الضب بإغراق الجحر بالماء فإن الصل يخرج أولاً، وهذا يشكل خطراً كبيراً جداً على من يمارسون هذه الهواية، سواء قرروا إدخال الماء بالجحر ثم إدخال اليد أو قرروا الحفر ومحاولة إخراج الضب باليد، أو المبيت في بيئات صحراوية يتواجد بها الضب من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة".
وحول المقاطع التي انتشرت بخصوص تواجد الصل الأسود بأحجام كبيرة جداً، قال مدير عام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات، الصيدلي محمد بن سليمان الأحيدب: "هذه المقاطع صحيحة؛ حيث يتراوح حجم الصل الأسود الذي جمعه المركز من بيئات المنطقة الوسطى ما بين 130 إلى 183 سم، وقد سبق للمركز أن جمع من مدينة جلاجل بسدير أكبر ثعبانين من نوع الصل، وبلغ طول أحدها 183 سم، وبلغ طول آخر 173 سم، وكان من نوع أنثى الصل التي تحمل 35 بيضة، وقد وضعت في الجحر قبل الإمساك بها".
وأشار إلى أن ذلك يعني انتشار 35 ثعباناً من نوع الصل في منطقة محدودة بمساحة "5 x 5 كم"؛ مما يؤكد خطورة انتشار هذا النوع من الثعابين السامة جداً.
وقام المواطن عبدالرحمن الرميح، من مدينة جلاجل، بإحضار ثعبان الصل الضخم الذي قضى عليه وكان طوله 167سم، إلا أن ضخامته كانت بسبب سمك جسده؛ حيث بلغ قطر الجسد حوالي 28 سم، ثم بعد تشريحه تم العثور في داخل بطنه على بقايا ذيل حيوان "ضب" ضخم وحوالي 30 بيضة جاهزة للوضع؛ مما يعني أنه من نوع أنثى الصل الأسود.
وأعلن المركز أنه يركز حالياً على إرسال فريق بحث متخصص ليجوب شمال المنطقة الوسطى، وخاصة مدينة جلاجل ثم الاتجاه شمالاً بحثاً عن الصل الأسود، الذي اشتهر بوجوده في هذه المنطقة، وستستغرق الرحلة قرابة أسبوع، وسيتم استخدام صهريج ماء لاستخراج الصل من جحر الضب.
جدير بالذكر أن المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني، ينتج أمصالاً متخصصة متميزة بكفاءتها العالية في معادلة سموم جميع أنواع الثعابين المتواجدة في الجزيرة العربية، إضافة إلى مصل لمعادلة سموم جميع العقارب.
ومن منتجات المركز: مصل متخصص عالي الكفاءة في معادلة سم ثعبان الكوبرا العربية، وسم ثعبان الصل الأسود في حالة التعرف على الثعبان المسبب للَّدغة وتحديد ما إذا كان هو الصل الأسود أو الكوبرا العربية.