أكد الصيدلي "محمد الأحيدب" مدير عام المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات في الحرس الوطني، والمتخصص في مجال سموم الثعابين والعقارب وجود ما يقارب من 55 نوعاً من الثعابين في المملكة، منها حوالي 46 نوعاً غير سام، والبقية تتراوح بين ضعيفة السمية ذات أنياب خلفية، وشديدة السمية ذات أنياب أمامية. وقال: إن الدراسات على الأنواع غير السامة غير دقيقة، لكن الأمر الأهم هو التركيز على الثعابين ذات الأهمية الطبية، أي التي لها خطورة على الإنسان، وهذه في المملكة تمثل سبعة أنواع معروفة، ويُحضر لها المركز الوطني لإنتاج الأمصال أمصالاً فعالة، بعضها متخصص والآخر شامل ومتعدد الفاعلية، لافتاً إلى أنه بالنسبة للعقارب فيوجد ما يزيد على 23 نوعاً وجميعها سامة، لكن شديد السمية منها خمسة أنواع، وأن من هذه الخمسة نوعين هما الأخطر في العالم لسميتهما الشديدة، سواء على الطفل أو البالغ. وأوضح "الأحيدب" أن المركز الوطني للأمصال أَنتج مصلاً يغطي كل الأنواع بكفاءة عالية، مشدداً على أن كل الظروف هذا العام تحديداً توحي بخطورة الثعابين والعقارب، وقد تزامنت السيول الجارفة في كل المناطق، ثم تبعها صيف حار جداً، ناصحاً بالحذر الشديد وخصوصاً من الجلوس في الأماكن المكشوفة، والابتعاد قدر الإمكان عن المناطق التي يحتمل تواجد الزواحف فيها مثل مناطق الأشجار والصخور وأماكن جحور القوارض. وعن الإسعافات الأولية للملدوغ، أكد "الأحيدب" بأن ثمة معلومات خاطئة يجب تلافيها، مثل جرح المكان و"مص" السم أو استخدام أجهزة الشفط التي يروج لها وكلاؤها، موضحاً أن الجرح يزيد من مساحة الامتصاص للسم، ويسبب التلوث والالتهابات، بل لا يخرج السم مطلقاً لا بالمص ولا بالشفط، لأنه يكون محقوناً في العضل أو تحت الجلد، مشيراً إلى أن وضع الثلج كان اعتقاداً قديماً أساسه خاطئ، وهو تثبيط الأنزيمات الموجودة في السم، لكن الأنزيمات لا تلبث أن تعود لنشاطها، والجزء من السم الفعال لا يتأثر بالتبريد. وَعَد "الأحيدب" الربط هاما جداً في حالة الثعابين التي تقتل بسرعة مثل "الصل" و"الكوبرا"، لكن يجب أن تكون الربطة ليست شديدة تحبس الدم ولا مرتخية غير مفيدة، بل لا بد أن تقع بين مكان اللدغة والقلب، أما إذا كان موضوع اللدغة في الرأس أو الظهر أو البطن فلا جدوى من الربط بل هو غير ممكن، مشدداً على ضرورة رفع العضو المصاب لتقليل تدفق الدم منه وإليه، ووضع المصاب على جنبه لاحتمال "القيء" وحتى لا يسد التنفس.