طالب الخبير والباحث في شؤون الإبل سعد بن محمد بن شري القحطاني، وزارة الزراعة التي أصدرت بياناً يحذر من مخالطة الإبل وشرب حليبها وأكل لحمها، أن تبادر الوزارة بإقناع الناس خاصة ملاك الإبل والعاملين في مجالها من المربين والرعاة، عبر إجراء الفحص الشامل على الإبل في الأسواق المنتشرة في المنطقة الوسطى والغربية والشمالية، وتشكيل لجان مشتركة من وزارتي الصحة والزراعة للزيارات الميدانية للمناطق الصحراوية لإجراء الكشوف على الإبل في هذه المناطق، وتوضيح ما إذا كانت الإبل سبب هذا الوباء الخطير. وزاد الباحث في شؤون الإبل أن "أسواق الإبل أصبحت قريبة من السكان والأحياء المحيطة، فإذا كانت هناك أي مخاطر ينبغي التحرك السريع لإبعاد أسواق الإبل عن الأحياء، وأعني بذلك سوق الإبل في الجنادرية على وجه الخصوص، نظراً لوقوعه وسط الأحياء، فهذه الإشكالية ينبغي أن تعطى الاهتمام بشكل عاجل وفوري".
وتساءل القحطاني: كثير من العمالة التي تدير الرعي والبيع والشراء لم تذكر أي حالة إصابة بهذا المرض، ما يثير الشكوك حول صدقية هذه التحاذير فأهل الإبل لن يفرطوا بحلالهم بمجرد تصريح غير مستند على تحاليل وإثباتات، هذه ثروة ينبغي الحفاظ عليها، الإبل حمر النعم من الواجب على "الزراعة" تحريك فرق ميدانية للكشف والبحث عن وضع الإبل الصحي من أجل الحفاظ على الثروة الحيوانية التي تصل أسعارها إلى مبالغ عالية، ماذا يمكن أن يقوم به ملاك الإبل في مثل هذه الحال هل يتركون حلالهم بهذه السهولة؟ وهل هناك لجان لحصر الحلال المصاب على سبيل المثال وعزله؟ كل هذه الأمور تحتاج إلى إيضاح عاجل.
ورغم التحذيرات الشديدة التي أطلقتها وزارتا الصحة والزراعة بشأن المخاطر المحتملة من القرب من الإبل وملامستها وتربيتها نظراً لإمكانية نقل مرض كورونا بحسب الوزارتين، إلا أن شيئاً من الامتثال عند الكثير من مربي الإبل لم يتحقق فهم يخالطونها ويعالجونها ويشربون حليبها دون أي توجس، ويؤكدون أن الحليب علاج لكثير من الأمراض فكيف يكون سبباً.
وكانت وزارة الزراعة أكدت على جميع المربين والمخالطين وملاك الإبل ضرورة توخي الحيطة، والأخذ بأسباب الوقاية عند التعامل مع الإبل، واتخاذ الإجراءات الصحية، وذلك بعد أن أثبتت الدراسات العلمية التي أجرتها وزارة الصحة، وجود فيروس كورونا في الجهاز التنفسي للجمال.
وأوضحت وزارة الزراعة عدداً من الإجراءات الصحية التي يجب الالتزام بها، منها: عدم الاقتراب المباشر من الإبل أكثر مما تستدعيه الحاجة، مع الاحتياطات الصحية اللازمة، وكذلك لبس كمامات تنفسية واقية عند التعامل مع الإبل، وضرورة غسل اليدين بالصابون، قبل وبعد ملامسة الإبل، ومن المستحسن لبس قفازات واقية، وبالأخص في حالات الولادة، والتعامل مع الحالات المريضة أو النافقة.
الجدير بالذكر أن الإبل في المملكة سجلت الأولى على مستوى العالم في الأعداد بمختلف الألوان، وهي المغاتير والصفر والمجاهيم والشعل والحمر، وانتعشت تربية الإبل خلال العشر سنوات الماضية وأصبح المهتمون يبحثون عن الإبل النادرة ذات السلالات المعروفة في الجزيرة العربية.