دخلت السعودية "سباق العقول العظيم" بعد افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وذلك في ضوء ظاهرة "التجارة الحرة في العقول" والتنافس على جذب وإنتاج ألمع العقول بين جامعات الولاياتالمتحدة وأوربا ودول صاعدة في مجال الجامعات الأكاديمية العالمية كالسعودية والصين وكوريا الجنوبية والهند، وذلك حسب بن وايدفاسكى مؤلف كتاب "سباق العقول العظيم". وقدمت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية عرضاً لكتاب "سباق العقول العظيم.. كيف تعيد الجامعات الكبرى تشكيل العالم" لمؤلفه بن وايدفاسكى، المحرر السابق لأخبار التعليم في مجلة "يو اس نيوز & ورلد ريبورت". تقول الصحيفة: كانت الجامعات والمعاهد الأمريكية منطقة جذب للطلاب والأساتذة من جميع أنحاء العالم، لكن سوق التعليم العالي تغير، حيث أصبحت بعض الدول تستضيف فروعاً للجامعات الغربية على أرضها، ودول أخرى قررت إنفاق الأموال في سبيل إنشاء مؤسسات تعليمية على أعلى مستوى في العالم، ومن هذه الدول السعودية والصين وكوريا الجنوبية والهند. في كتابه يقدم المؤلف تقييماً إحصائياً للبدايات الأولى لظاهرة جديدة هي "التجارة الحرة في العقول"، ويوافق المؤلف على ما ذهب إليه الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من أنه "في عالم أصبحت فيه كل الفرص متساوية ومتاحة للجميع، فإن عالم الجامعات الأكاديمي سوف يجلب للبلدان الصاعدة فوائد غير مسبوقة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، بالإضافة إلى حركة من الأبحاث الابتكارية ونشر للقيم الأفضل". يقول وايدفاسكى "وسط كل هذا الخضم، تبقى الولاياتالمتحدة النموذج الأكاديمي الذي تستنسخه الدول الأخرى، وليس عليها أن تخشى العولمة حتى لو خسرت الولاياتالمتحدة أسهمها في سوق تجارة العقول". وتضيف الصحيفة: كشف المؤلف في كتابه أن أعداد الطلاب الصينيين في مرحلة ما قبل التخرج تضاعف أربع مرات بين عامي 1999 و 2005، وأن الحكومة الصينية ضخت مليارات الدولارات لبناء 100 جامعة، لكنها ركزت كل مواردها على أكبر عشر مؤسسات أكاديمية، وخصصت الهند 2.2 مليار دولار لبناء 12 جامعة وتحديث 18 جامعة قائمة بالفعل، وفي السعودية افتتحت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية العام الماضي، وقد خصص لها 10 مليارات دولار. ويؤكد الكتاب أنه إذا أتاحت دول مثل الصين والسعودية مناخاً أكاديمياً حراً لجامعاتها، فإنها "سوف تضرب بقوة في لعبة الأكاديميات في العالم، ومع ذلك فقد تتفوق الهند على الصين والسعودية، بعد أن نجحت في بناء ثماني جامعات للتقنية ". وتقول الصحيفة: لن تصبح الفرص متساوية على مستوى العالم كما يذهب الكتاب، فالدول الغنية ومن خلال هذه النوعية من الجامعات ستصبح أكثر غنى، والدول الفقيرة ستسقط أكثر في تخلفها، وهو ما يبرر الغياب التام لقارة مثل إفريقيا عن سباق العقول العظيم ". ولم يتتبع الكتاب أيضاً تأثير العولمة على الأعداد الكبيرة من الشباب في الدول التي تعاني اقتصادياً، رغم أنه يرصد سفر 3 ملايين طالب خارج أوطانهم، يدفعون الأموال للحصول على هذه الفرص التعليمية في كبرى المؤسسات التعليمية، ونظراً للظروف الاقتصادية التي تمر بها المعاهد والجامعات الحكومية والخاصة في أوروبا والولاياتالمتحدة، فمن غير المحتمل زيادة المعونات المادية لهؤلاء الطلاب على المدى القريب. وتقول الصحيفة: إن عالم الأكاديميات العالمي لا يمنح فرصا متساوية، وإن التجارة الحرة في التعليم العالي بعيدة عن الواقع، وإن العولمة سوف تخلق الخاسرين كما ستخلق الفائزين، والتحول من نموذج التصنيع إلى اقتصاد المعرفة يقوم أساساً على التعليم العالي، وهو ما يؤكد أن الأمم التي تمتلك المال ومستعدة للإنفاق على التعليم، هي فقط التي ستدخل "سباق العقول العظيم".