يتناول كتاب "الابتكار طريقنا إلى الفوز" من سلسلة "معارف" الصادرة عن مؤسّسة الفكر العربي، ثقافة الابتكار بوصفها عملية نظامية تحتاج إلى جهود المجتمع كله، وعملية متواصلة تحتاج إلى المثابرة، وهي تقدّم أساساً لتنمية الشركات الكبيرة، وتشكّل عنصراً أساسياً في عملية التنمية المستدامة في زمن العولمة الاقتصادية. وبحسب مؤلفي الكتاب نائب الرئيس العالمي لمايكروسوفت تشانج يا تشين، ورئيس كلية قوانجهوا في جامعة بكين تشانج وي ينج، الابتكار له دورة طويلة تبدأ من الإدارة إلى التمويل وصولاً إلى تحقيق العائدات. عايشت الصين منذ انطلاق عملية الإصلاح والانفتاح فيها في اعام 1978 محاولات التخلص من القديم لبعث الجديد، وعملت كي يكون الابتكار عاملاً حاسماً لإقرار القوة التنافسية للشركات في المستقبل، خصوصاً الابتكار التكنولوجي، إذ إن هناك كثيرا من التحديات التي تواجه جهود الابتكار في العالم. تولي الحكومة الصينية الابتكار الذاتي وبناء دولة مبدعة ومبتكرة الأولوية، إضافة إلى إنهاء اعتماد الصين على التكنولوجيا الأجنبية تدريجياً وتطوير الصناعات الصينية بالتكنولوجيا الصينية، وبالتالي بناء منصة للبحث والتطوير تساعد على ممارسة وتحقيق الابتكار الذي يقرّر المستقبل، خصوصاً أن 65% من براءات الاختراع و80% من المنتجات الجديدة مصدره شركات العلوم والتكنولوجيا الأهلية في الصين التي تخلق نقاطاً جديدة للنمو الاقتصادي والمعرفي. يتوزع الكتاب على تسع محاضرات ذات صلة بموضوع الابتكار ودوره واتجاهاته وأسسه وأساليب إدارته، ويستعرض المؤلفان دورة الابتكار وارتباطها بتغيرات خريطة الاقتصاد العالمي منذ ألفي عام عندما كانت الصين مركزاً للاقتصاد العالمي، ثم انتقل هذا المركز إلى الولاياتالمتحدة في القرن العشرين، لتعود كلّ من الصين والهند في القرن الحالي إلى لعب هذا الدور المرتبط بعملية الابتكار والنهوض الاقتصادي. يركّز الكتاب على شروط الاستمرارية من خلال ابتكار العمل ورفع قدرة القيادة وفريق العمل، وتكوين قوة التماسك بابتكار نظرية القيم المتعلقة بإدارة العاملين وضمان التنمية المستدامة بالابتكار التنظيمي. فالصين ما زالت تتمتع بعدد كبير من الفرص في ظل الأزمة المالية حيث الركود والفرص، وإن الفرصة الأولى للصين تكمن في الأسلوب التجاري المبتكر الذي يتخذ تكنولوجيا تساعده على رفع إنتاجيته وقدرته على المنافسة، إضافة إلى أن الصين تتفوّق تفوقاً غير مسبوق لأنها تمتلك احتياطياً مالياً ضخماً بلغ تريليوني دولار أميركي من العملة الصعبة. وفي نظرة إلى الصين من مستقبل وسائل الإعلام الجديدة، يؤكد المؤلفان أن تطور صناعة وسائل الإعلام الصينية تبشّر بمستقبل باهر، إذ سيتوجه عدد كبير من شركات وسائل الإعلام إلى سوق رأس المال خلال السنوات العشر المقبلة، خصوصاً أن الصين تحتل المركز الأول في عدد مستخدمي التلفزيون والإنترنت وكمية إصدار الصحف، وقد ارتفع دخل الإعلانات الصينية 7 أضعاف وازداد إجمالي الناتج المحلي الصيني ثلاثة أضعاف، كما تنمو وسائل الإعلام الصينية الجديدة بسرعة تفوق سرعة نمو وسائل الإعلام التقليدية وهي تتفوق بعدد شركاتها المسجلة.