تسارعت الأحداث في ليبيا بصورة كبيرة مع تحرير العاصمة الليبية طرابلس من سيطرة العقيد معمر القذافي وكتائبه، وتدفق السيارات التي ترفع أعلام الاستقلال، حيث أبدى الثوار في البداية خشية من احتمال عودة القوات الموالية للقذافي إلى الساحة الخضراء، التي أعادوا تسميتها ب "ميدان الشهداء" وهو الاسم الذي كانت تحمله سابقاً قبل أن يغيره النظام الحاكم. فبعد ساعات من سيطرتهم على أجزاء كبيرة طرابلس، سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في مقر العقيد القذافي في باب العزيزية، صباح اليوم الإثنين. ولم تعرف ماهية هذه الانفجارات وطبيعتها حتى الآن، غير أن التقارير أفادت بأن الثوار يحاصرون المنطقة، بعد انسحاب معظم عناصر الكتائب من المدينة أو تسليم أنفسهم. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن دبابات متمركزة في باب العزيزية قامت بعمليات قصف عشوائي للمناطق المجاورة. وخلال ساعات الصباح الباكر في ليبيا، واصل المواطنون الليبيون احتفالهم ب "تحرير" المدينة، حيث سيطر الثوار على معظم أحياء المدينة. وشارك في تحرير طرابلس القوات التي حملت اسم "لواء طرابلس"، والذي يتألف في معظمه من شباب وسكان العاصمة، وبعد دخول "ميدان الشهداء" انتشروا في أماكن مختلفة فيه لحمايته، خاصة مع تواجد الكثير من سكان وأهالي المدينة في تلك المنطقة الذين تجمعوا للاحتفال بالإطاحة بنظام القذافي. وفي الأثناء، لا يزال مكان وجود الزعيم الليبي نفسه غير معروف، كما أن مصيره مجهول، بينما تم اعتقال ابنه سيف الإسلام، فيما سلّم ابنه الأكبر من زوجته الأولى محمد نفسه الذي راجت شائعات أنه قتل، فيما كان يتحدث في مقابلة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية، وهو الأمر الذي نفاه رئيس المجلس الانتقالي الوطني مصطفى عبد الجليل، حيث أكد أنه "بخير ولم يصب بأي أذى". وبذلك يكون ثلاثة من أبناء القذافي قد اعتقلوا، وهم: محمد، وسيف الإسلام، والساعدي، بينما ذكرت أنباء سابقة أن ابنا رابعاً، هو سيف العرب قد قتل في قصف جوي للناتو، في حين تضاربت أنباء حول فرار هانيبعل مع شقيقته عائشة إلى تونس أو الجزائر. وكان الثوار قد سيطروا في وقت سابق من مساء الأحد على منزل عائشة القذافي، وتمت مصادرة بضع سيارات كانت هناك. أما خميس القذافي، فقد راجت شائعات سابقة حول مقتله في قصف جوي، غير أن التلفزيون الليبي سارع في مرتين إلى نفي هذه الشائعات ببث لقطات تلفزيونية تبينه حياً، لكن مصيره ما زال مجهولاً حتى الآن. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد صرح في وقت سابق أن حكم القذافي وصل إلى نهايته، وأن عليه أن يتنحى فوراً، وذلك في بيان صدر عن البيت الأبيض مساء الأحد، بحسب التوقيت المحلي. وأضاف أوباما بالقول: "مساء أمس، وصل الحراك الشعبي ضد القذافي إلى مرحلة متقدمة، فطرابلس بدأت تسقط من حكم الطاغية". وأضاف أوباما في بيانه: "الطريقة الأفضل لمنع سيل الدماء في ليبيا بسيطة للغاية: على معمر القذافي ونظامه إدراك فكرة وصول حكمه إلى نهايته". من ناحيته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريس راسموسن، في بيان للحلف الإثنين، أن نظام القذافي "يتداعى بوضوح". ودعا راسموسن الزعيم الليبي إلى إدراك أنه لا يمكنه أن ينتصر، وعليه أن يضع حداً لسفك الدماء. وأضاف البيان، أنه كلما سارع القذافي إلى إدراك أنه لا يستطيع أن ينتصر في المعركة ضد شعبه، كان ذلك أفضل، ويستطيع الشعب الليبي أن يحقن الدماء ويتجنب المعاناة. وختم البيان يقول إن عملية التحول في ليبيا "يجب أن تأتي بسلام والآن، ويجب أن يقودها ويحددها الشعب الليبي نفسه". إلى ذلك نقلت (CNN) عن علي العجيلي سفير المجلس الانتقالي الليبي في الولاياتالمتحدة قوله إن كتائب القذافي رفعت الأعلام البيضاء في البريقة. وأضاف قائلاً: "أصبحت ليبيا تحت سيطرة المجلس الانتقالي الليبي".