قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أمس الجمعة إن قوات الأمن الليبية قتلت أكثر من 84 شخصاً في الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية. وارتفعت حصيلة أعمال العنف التي تهز ليبيا منذ الثلاثاء الماضي بشكل تدريجي، إذ اتهمت المنظمة السلطات الليبية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين "المسالمين"، وبتوعدهم برد "صاعق" في حال استمرار الاحتجاجات. وأكدت المنظمة أنها تمكنت من التحقق من وقوع "ثماني حالات وفاة" في صفوف المتظاهرين في مدينة بنغازي وحدها يوم الخميس الماضي فقط. وقالت سارة واطسون المسؤولة عن قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "إن الاعتداءات الهمجية التي شنتها قوات الأمن الليبية على متظاهرين مسالمين تكشف حقيقة وحشية تعامل معمر القذافي مع أي حركة معارضة داخلية". وأضافت "إن مئات المتظاهرين المسالمين نزلوا إلى الشوارع في البيضاء وبنغازي ودرنة وأجدابيا وزنتان". على صعيد آخر، قطعت السلطات الليبية خدمات الإنترنت كلياً في البلاد في نحو منتصف ليلة الجمعة بتوقيت جرينتش. وكان متظاهرون قد حرقوا الجمعة مقر الإذاعة المحلية في بنغازي، وذلك بعدما انسحبت منه قوات الأمن التي كانت تتولى حماية المبنى، وفق ما قاله شهود عيان ومصدر رسمي لوكالة "فرانس برس" للأنباء. وقال أحد الشهود للوكالة "إن مقر الإذاعة يحترق"، فيما أفاد شاهد عيان آخر بأن قوات الأمن التي كانت تتولى حماية المبنى انسحبت منه بعد الظهر، فعمد المتظاهرون إلى دخوله وأضرموا النار فيه.