افتتح وزير التعليم العالي، د. خالد بن محمد العنقري صباح الثلاثاء، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- فعاليات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الرابعة، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. يشارك في المعرض 436 جامعة ومؤسسة عالمية من 37 دولة، إلى جانب 51 جامعة ومؤسسة سعودية، وجاء المؤتمر الدولي تحت شعار "المسؤولية الاجتماعية للجامعات"، وتستمر فعاليات المعرض والمؤتمر حتى نهاية يوم الجمعة المقبل، وتزامن مع افتتاح المعرض انطلاق 75 ورشة عمل، إضافة إلى عدد من المحاضرات العامة يتحدث فيها 22 خبيراً دولياً.
ورحَّب وزير التعليم العالي في كلمته بالحضور والمشاركين في المؤتمر، وورش العمل، واللقاءات العلمية، مؤكداً اكتمال منظومة الانتشار الجغرافي والتوزيع الإنمائي للتعليم العالي في مدن ومحافظات المملكة، من خلال تشييد المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية في كل أنحاء المملكة، والانتقال بعد ذلك إلى مرحلة تعزيز ثقافة الجودة، وتقنين ممارساتها في جميع الأقسام الأكاديمية والمؤسسات الجامعية الحكومية والأهلية؛ لتتحول مراكز تنموية شاملة، ذات بصمات في صناعة اقتصاديات جميع مناطق المملكة وإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الإيجابي نحو بيئة معرفية منتجة.
وأضاف "العنقري" أن ميزانية الخير والنماء المخصصة للتعليم العالي لهذا العام كانت الأضخم؛ مما يحفز على استكمال المشروعات الجامعية لأعلى المواصفات العالمية المحققة لأهداف وغايات التعليم العالي، وتشكل هذه الميزانية 10% من ميزانية الدولة البالغة 820 مليار ريال سعودي.
وأكد معالي الوزير على أن منظومة التعليم فوق الثانوي تسهم في نمو المعرفة وإنتاجها وتسويقها، وتتمتع الجامعات السعودية بموارد مالية سخية تتيح لها الاستقرار والتخطيط السليم، مشيراً إلى أن الحراك المتسارع وغير المسبوق لمسيرة التعليم العالي في المملكة يهدف إلى إعداد أجيال داعمة للتنمية الشاملة والمستدامة، ومخلصة لقيادتها معتزة بانتمائها لهذا الوطن، وملتزمة قبل ذلك بقيم الإسلام السمحة الداعية إلى الخير والسلام.
وتحدث د. العنقري عن دخول نمط جديد من التعليم إلى فضاء التعليم العالي السعودي، وهو بدء الجامعة السعودية الإلكترونية برامجها الأكاديمية التي روعي في بناء مناهجها التعليمية وأساليبها التقنية أن تكون وفق أفضل المواصفات العالمية، وملبية للاحتياجات التنموية؛ لتنضم إلى شقيقاتها الجامعات الحكومية في تقديم تعليم عالٍ نوعي ومنافس لأبناء المملكة والمقيمين بها.
وأشار د. العنقري إلى أن المنجز الحضاري الضخم الذي انطلق في مطلع الألفية الثالثة على مستوى التعليم العالي، وهو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، تواصل بالموافقة السامية الكريمة على تمديده لمرحلة ثالثة، وهو ما يفتح آفاقاً لطلاب المملكة للمزاوجة بين التجربة المحلية والتجربة العالمية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي؛ فقد وصلت أعداد المبتعثين ضمن البرنامج إلى 148229 مبتعثاً، وتخرج من هذا البرنامج منذ عام 2007 حتى عام 2013م أكثر من 47 ألفاً، كما يوجد إقبال كبير من المؤسسات الحكومية والأهلية على حضور أيام المهنة واستقطاب خريجي البرنامج، وتوقيع اتفاقيات مع الوزارة لاستقطاب الطلاب الدارسين في الخارج.
ونبّه العنقري إلى أن وزارة التعليم العالي حرصت على أن يكون شعار المؤتمر هذا العام "المسؤولية الاجتماعية للجامعات"، أو ما يعرف بالوظيفة الثالثة للجامعات، مشيراً إلى تنظيم الوزارة على هامش المعرض لورشة عمل تخصصية في المسؤولية الاجتماعية للجامعات، بحضور مديري الجامعات.
وتحدث رئيس الجامعة الوطنية في سيئول بكوريا الجنوبية، الدكتور اوه يون تشيون، عن دور التعليم العالي في الوقت الحاضر في ظل مفهوم العولمة الذي فرض توحد المعايير على مستوى العالم، ليس في التميز الأكاديمي فحسب، بل في المخرجات والمنجزات والقيم؛ مشيراً إلى أن المنافسة الدولية أنتجت تركيزاً متزايداً على مخرجات البحث العلمي، وقلّلت التركيز على الجودة بما فيها القيم الأساسية ورعاية التعليم، وتفشت النزعة الفردية في التعليم وجمع المكتسبات الفردية، حتى وجدت مؤسسات التعليم العالي صعوبة في إيجاد معادلة بين التميز الأكاديمي والمنافسة الحقيقية من جهة والمسؤولية الاجتماعية للقيم المتعارف عليها من جهة أخرى.