كشف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، أن الوزارة شرعت في تنفيذ خطة استراتيجية مدتها 25 عاما لتطوير التعليم العالي وتحويله إلى منظومة ذات مستوى رفيع يحظى بالاعتراف والتقدير الإقليمي والعالمي، ويسهم في توليد المعرفة ونشرها واستخدامها. وأوضح خلال افتتاحه في مركز معارض الرياض الدولي أمس، المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي تنظمه الوزارة، بحضور وكلاء الوزارة وعدد من القيادات الأكاديمية ومديري الجامعات المحلية والعالمية، أن تكوين منظومة تعليم جامعي رائدة عالميا وضمان المزيد من العمل البحثي والابتكاري الذي يسهم في التحول نحو اقتصاد المعرفة يتطلب توفير الأموال اللازمة لدعم برامج التطوير، مشيرا في هذا الصدد إلى أن التمويل المخصص للتعليم العالي في المملكة تضاعف إلى ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية حتى بلغت ما نسبته 12 % من الميزانية العامة للدولة، إضافة إلى برامج الجامعات باتجاه توفير تمويل مستدام من خلال الأوقاف والاستثمارات التي وصلت إلى قرابة ستة مليارات ريال. وأكد وزير التعليم العالي أن تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال منظومة جامعية رائدة، واكبه إنشاء مؤسسات راعية للابتكارات واقتصادياتها في ثلاث جامعات، معتبرا أن هذا يشكل أهمية بالغة للخروج من الإطار المحلي والدخول في تنافسية عالمية، لينضم إلى الجهود الأخرى في مجالات الشراكات البحثية والابتعاث وبرامج التبادل الطلابي وغيرها. وتناول استراتيجية المملكة في مجال التعليم العالي، مؤكدا على إدراكها لارتباط هذا المجال بعوامل التنمية وللتحديات التي يشهدها في ظل العولمة وثورة المعلومات والاتصالات، مشددا على أن المرحلة المقبلة ستواجه تحديات تتطلب أن تتبنى الجامعات السعودية استراتيجيات تنموية نموذجية وإعداد قادة يملكون الرؤية الثاقبة للتعامل مع الأحداث والقضايا المختلفة. وقدم وزير التعليم العالي شكره وتقديره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على رعايته الكريمة للمعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي الذي حقق نجاحا ملموسا في دورته الأولى، كما نقل تحيات الملك إلى المشاركين وتقديره لإسهامهم في المعرض. وقال «نتطلع أن تمثل فعاليات المؤتمر أساسا راسخا في مناقشة القضايا المشتركة وتبادل الخبرات التي ستسهم في تشكيل مستقبل التعليم»، مبينا أن المؤتمر والمعرض يهدف إلى أن يكون ملتقى دوليا لتعزيز التعاون وبناء الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي السعودية ونظائرها العالمية. وأشار العنقري إلى أن المعرض نجح في العام الماضي استقطاب أكثر من 250 ألف زائر وتم خلاله توقيع أكثر من 45 اتفاقية تعاون، كما تحدث فيه أكثر من 55 شخصية من 26 دولة، معبرا عن ثقته بأن يحقق المعرض في نسخته الثانية مزيدا من مؤشرات النجاح لاسيما في وجود أكثر من ألف عارض ومشارك من أكثر من 300 جامعة تمثل 50 دولة، واصفا ذلك بالفرصة الاستثنائية التي يتوقع أن يكون لها تأثير واضح في التعليم العالي محليا وعالميا. وأكد وجود الكثير من الدروس التي سيتم استخلاصها حول قضايا التعليم العالي من المحاضرات الرئيسة ودراسة الحالة العالمية، مضيفا أن المؤتمر سيوفر فرصة لتحقيق فهم أفضل حول التحديات الحالية والمستقبلية التي تواجه تأسيس نظام جامعي عالمي المستوى. إلى ذلك، افتتح وزير التعليم العالي المعرض المصاحب الذي تشارك فيه 372 جامعة من 34 دولا من مختلف القارات، إضافة إلى مشاركة أكثر من 50 جامعة من داخل المملكة منها 24 جامعة حكومية وعدد من الجامعات والكليات الأهلية، والمؤسسات المعنية بالتعليم العالي. من جهته، أكد مدير جامعة كورنيل الأمريكية الدكتور ديفيد سكورتون، أهمية دور الثقافة العربية والإسلامية في تاريخ مجالات مختلفة في العلوم والآداب. واعتبر في كلمة نيابة عن الجامعات المشاركة في المعرض والمؤتمر، أن مفهوم المجتمع الدولي الذي يلتقي لدعم العلم والتعلم يمثل شكلا حضاريا للتعاون لخدمة الإنسانية، مشيرا إلى أن المعرض يجعل الدول تضع أياديها معا لتطوير التعليم العالي، في الوقت الذي يشهد فيه هذا القطاع اندماجا كبيرا بين جهود الأفراد والمؤسسات ويزداد دور التعليم العالي وضوحا وتأثيرا على المجتمعات، مضيفا أن الأفراد المتعلمين أساس رخاء أي بلد في العالم. ووجه سكورتون شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز على دعمهما لمجال الدراسات العليا، مشيدا بدور وزارة التعليم العالي في الإسهام بتطور المجال العلمي باستقطاب الخبرات العالمية من خلال المعرض. وأشاد بما شاهده في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من حرص القيادة السعودية على إرساء تنمية علمية وفق أحدث المعايير العالمية، منوها في الوقت نفسه إلى كلمة خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاحه الجامعة حين أكد على دور الجامعة ورسالتها التي يهدف لجعلها بيتا للحكمة ومنارة لبث السلام في العالم وخدمة الإنسانية