قال الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، إن أول موسم العقرب الثاني المسمّى "سعد بلع" عند الفلكيين و"الدم" عند العامة، يبدأ غداً الثلاثاء، مشيراً إلى أنه سبق ذلك موسم عقرب السًّم، ويليه عقرب الدسم، وكل عقرب ثلاثة عشر يوماً، ومدة العقارب مجتمعة تسعة وثلاثين يوماً. وبيّن الزعاق أنه سُمي بالعقرب لأن برده يلسع على حين غفلةٍ من أمرنا كلسع العقرب, وسُمي بالدم، كون البرد يُدمي ولا يقتل, وعند حلول موسم العقارب ينحدر فصل الشتاء ويبدأ فصل الصيف بالاتجاه إلينا، ويتسم هذا الموسم بالاعتدال السائد خلال الصباح وترتفع الحرارة إلى المعدلات الصيفية خلال الظهيرة والبرودة المعتدلة خلال الليل. ولفت إلى أن هذا الموسم لا يخلو من هجمات البرد المباغتة مع الخلخلة الطقسية، إذ إنها مرحلة انتقالية بين فصل الشتاء البارد إلى فصل الربيع الماتع، ونتيجة لهذا يحدث تناطحات جبهية يتولّد عنها الغبار نتيجة التمازج بين فصلٍ وآخر حيث نلاحظ فارقاً حرارياً كبيراً بين الليل والنهار. وأضاف قائلاً: "خلال هذا الموسم تزداد نضارة الربيع وتتفتح أزهاره وتنتشر الهوام والحشرات على نطاقٍ واسعٍ وخاصة الفياض, وفي نهايته موسم سبق السرايات وهو موسم يتسم بالعنف المناخي من غبارٍ وأتربةٍ وأمطارٍ غزيرة". وتابع: "برودة موسم العقارب تتوقّف على درجة إحساس الجسم وليس على انخفاض درجة الحرارة ودرجة الإحساس أهم من درجة الأجواء، وهي التي تتوقف عليها الحياة فإحساس الأجسام تتوقف على درجة حرارة الجو وسرعة الرياح والرطوبة, فإذا انخفضت درجة الحرارة وتحرّكت الرياح وقلت الرطوبة أو ارتفعت الحرارة وسكنت الرياح وزادت الرطوبة أصبح الجو قاتلاً, وإذا كانت حرارة الأجواء صفراً وحركة الرياح 2 (ك م) والرطوبة 20 % كانت درجة الحرارة المحسوسة عشر درجات تحت الصفر وإذا كانت درجة حرارة الجو خمساً وثلاثين درجة وسرعة الرياح صفراً والرطوبة 90 % كانت درجة الحرارة المحسوسة خمساً وستين درجة وهذا ما يفسر لنا موت أعدادٍ كبيرةٍ في أوروبا صيفاً رغم أن درجة الحرارة المحسوبة عندهم معتدلة بالنسبة لنا".