أعلن رئيس المجلس الأعلى للآثار المصرية زاهي حواس لوكالة فرانس برس الأربعاء أن مصر قررت "وقف كل أشكال التعاون" الأثري بينها وبين متحف اللوفر الفرنسي طالما لم تستعد لوحات فرعونية انتزعت من جدران مقبرة في البر الغربي في الأقصر. وقال حواس "لقد إتخذنا قرارًا بوقف كل أشكال التعاون مع اللوفر حتى تتم استعادة" اللوحات التي "سرقت" من مقبرة في الأقصر (700 كيلومتر جنوبالقاهرة). وأوضح أن هذا القرار يعني وقف اللقاءات والمحاضرات التي يتم تنظيمها بالتعاون مع المتحف الفرنسي وتعليق عمل بعثة التنقيب التابعة للوفر والتي تعمل في منطقة سقارة بالجيزة. وتابع حواس إن هذا القرار، الذي لم يعلن عنه مسبقا، إتخذ "قبل شهرين" ملمحا بذلك إلى أنه غير مرتبط بفشل وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو الشهر الماضي. وأكد حواس أن طلب استعادة هذه اللوحات تم التقدم به إلى متحف اللوفر منذ عام تقريبا. وإتهم المتحف الفرنسي بالحصول على هذه اللوحات بشكل غير مشروع، حيث أكد حواس أن "هذه القطع التي انتزعت من جدران مقبرة في وادي الملوك بالأقصر سرقت في عام 1975 وقامت مسؤولة القسم المصري في متحف اللوفر كريستين زيغلر بشراء هذه اللوحات عام 1980 رغم معرفتها أنها مسروقة وتم عرضها في المتحف عام 2003 وهو ما كشف عن وصول هذه اللوحات المسروقة إلى هناك". وأضاف "إن شراء لوحات مسروقة يعني أن بعض المتاحف تشجع تدمير وسرقة الآثار المصرية". وتقول البعثة الثقافية الفرنسية في القاهرة ان متحف اللوفر حصل على اللوحات بشكل "شفاف" ولكن مصر تعترض على الطريقة التي تم اخراجها بها من اراضيها. وفي باريس، أعلنت إدارة متحف اللوفر الأربعاء أن المتحف "منفتح" على إعادة لوحات فرعونية انتزعت من جدران مقبرة في البر الغربي في الأقصر وتطالب بها القاهرة، وذلك "في إطار الالتزام بالقوانين" الفرنسية.
تقول الوكالة : أما عن قرار مصر "وقف كل أشكال التعاون" الأثري بينها وبين متحف اللوفر الفرنسي، فيصعب تقويم تأثير هذا القرار على ارض الواقع إذ أن عاملين من متحف اللوفر متواجدون في العديد من المواقع الأربعين التي تقوم فيها بعثات فرنسية بعمليات تنقيب بالتعاون مع مؤسسات فرنسية أخرى مثل المعهد الفرنسي للآثار الشرقية والمركز الوطني للبحث العلمي. وقال مصدر فرنسي إن المناخ الذي تولد عن هزيمة فاروق حسني في اليونسكو "لا يساعد على سير الأمور" غير أنه اعتبر أنه "يمكن التوصل سريعا إلى حل" بشأن هذا الخلاف.