إذا أردت قضاء الحاج من أحد قدم لنجواك ما أحببت من سبب إن الهدايا لها حظ إذا وردت أحظى من الابن عند الوالد الحدب كثيرون يوظفون الهدية لتحقيق مآرب خاصة يتطلعون إليها، فالهدية وسيلة لاسترضاء الغضبان، واستعطاف الهاجر، واستمالة النافر، ومن العادات المعروفة في المجتمعات التي ينتشر فيها تعدد الزوجات، أن الزوجة الأولى غالبا تسترضى بهدية تسمى (رضاوة). ومن محاسن الهدية، حسب ما يقول الجاحظ أنها «تصير البعيد قريبا، والعدو صديقا، وتجلب المحبة وتنفي الضغينة». إلا أن الهدية لا تكون كذلك، إلا متى أعجبت المهدى إليه ولاقت قبولا حسنا عنده، وهذا ما يجعل اختيار الهدية من الأمور الصعبة، فالهدية الناجحة ليس بالضرورة أن تكون هي الهدية الغالية وإنما الهدية المناسبة لذوق وحاجة المهدى إليه، فأن تهدي طقم أقلام أنيقا لامرأة أمية، لن تكون له قيمة عندها مهما غلا ثمنه، ولن تجد لهديتك ذلك الطعم الساحر مثلما لو أنك أهديتها خاتما تزين به أصبعها، أو زجاجة عطر أو حتى ترمس قهوة أو طقم فناجيل شاهي. وإذا كان اختيار ما يهدى للأقارب والأصدقاء صعبا ومحيرا، فإنه للملوك والكبار أشد صعوبة وأكبر حيرة، وفي كتاب (المحاسن والأضداد) يفرد الجاحظ بابا للحديث عن محاسن الهدايا يتطرق فيه إلى ما كان يهدى للملوك من أشكال الهدايا الفاخرة، ومن هم الذين يهدون للملوك وما الذي كانوا يهدونه لهم. ومن أطرف ما في ذلك حديثه عن الهدايا التي كانت تقدم لملوك فارس من بعض دول العالم، حيث كانت كل بلد تهدي أطرف ما فيها، «فمن الهند: الفيلة والسيوف والمسك والجلود، ومن السند: الطواويس والببغاء، ومن التبت والصين: المسك والحرير والأواني، ومن الروم: الديباج والبسط». هذا بالنسبة للدول، أما الأفراد فكان كل فرد يهدي بحسب صفته أو مهنته، فمثلا كان القواد والمرازبة والأساورة (ألقاب فارسية) يهدون الأعمدة المصمتة من الذهب والفضة، والوزراء والكتاب والخاصة يهدون جامات الذهب والفضة المرصعة بالجوهر، والعظماء والأشراف يهدون البزاة والعقبان والصقور والشواهين والفهود والسروج وآلاتها، وأصحاب البز يهدون الثوب المرتفع من الخز والوشي والديباج. والصيارفة يهدون نقر الذهب والفضة، وأوساط الناس يهدون دراهم ودنانير من ضرب سنتهم مودعة أترجة أو سفرجلة أو تفاحة. وأصحاب نتاج الدواب يهدون الفرس الفاره والشهري النادر والحمار المصري. والظرفاء يهدون قرب الحرير الصيني مملوءة ماء ورد، والقسي والرماح والنشاب. والصياقلة والزرادون يهدون نصول السيوف والدروع والجواشن والبيض والأسنة. والحكماء يهدون الحكمة، والشعراء يهدون الشعر، أما نساء الملوك فإنهن كن يهدينهم الجارية الناهدة، والوصيفة الرائعة أو فص خاتم أو جوهرة نفيسة وما خف ولطف. وكان للملك كاتب مختص يدون اسم المهدي وهديته و(جائزة) كل من يجيزه الملك على هديته ليودع ذلك ديوان النيروز. فاكس 4555382-11 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة