في السابق عندما كان يقدم الزوج على الزواج على زوجته لابد أن يعطيها ما يرضيها (رضاوة) وفي الغالب تكون الرضاوة عبارة عن قطعة من الذهب وخاصة القطع الثقيلة، أو أثاث منزل جديد وغيرها من الهدايا أو العطايا وتختلف حسب قدرة الزوج وأحياناً غلا الزوجة الاولى والسعي لكسب رضاها، في الفترة الأخيرة بدأ يختفي هذا التقليد وأصبح الزوج يتزوج من الثانية والثالثة دون أن يحسب حساباً للزوجة الأولى.. وبهذا الخصوص التقينا مع عدد من الزوجات اللائي تزوج عليهن أزواجهن ولم يأخذن أي شيء رضاوة لهن، كما التقينا مع عدد من السيدات الكبيرات في السن ليدلين بآرائهن حول هذا الأمر. رشرش وكف في البداية تقول احدى السيدات اللائي تزوج عليها زوجها ولم تأخذ رضاوة منه، كما جرت العادة (تزوج زوجي من امرأة اخرى بالسر واكتشفت الأمر فواجهته واعترف بفعله فغضبت وذهبت لمنزل والدي وجاءنا يطلب الصفح ويبرر أنه تزوج بالسر حتى لا أغضب لمعرفته السابقة أني سوف أرفض هذا الأمر وهو يرغب في الزواج، وزواجه لا يعني رخصي في نفسه ولكن هذا شرع الله وهو لم يأت بفعل محرم، فطلبت والدتي أن يحضر لي رضاوة عبارة عن (رشرش وكف) وهي التي ستختار القطع، ولكنه لم يلبِّ طلبها لأنه لا يملك مالاً وأن المهر الذي دفعه كان قليلا ولكن والدتي لم ترض بالأمر وبقيت في منزل أهلي أربعة أشهر وهو يتصل على والدي ليتدخل لإصلاح الموضوع فهو لا يملك ما يشتري به الرضاوة فما كان من والدي إلا أن أصبح يسعى لتعديل الوضع مردداً أن المرأة ليس لها إلا بيتها وأن زوجك يسأل عنك دائماً علامة أنه لم يفضل عليك أي امرأة أخرى والزواج هذا شرع الله وبقي والدي على هذا المنوال يومياً حتى أشعرني بتأنيب الضمير وأن ردة فعلي هذه ستجعلني أخسر أموراً كثيرة، وبعد تفكير ومحاولات مستمرة من والدي وزوجي رجعت مرة أخرى لزوجي وغضبت والدتي جداً حتى أنها ظلت ما يفوق الأسبوعين لا تتحدث معي، ولكني شرطت ألا تبقى الزوجة الثانية معي في المنزل وبالفعل أخذ لها منزلاً آخر وحقيقة بعد أن أخذ لها منزلاً بجميع مستلزماته جاني تفكير أنه قادر ولديه مال والدليل قدرته على فتح منزل والتكفل به ولكنه لم يعطني رضاوة وكأنه استخسر فيني المال، وبعد زواجه أصبحت أفسر الأمور كثيراً وأحلل أشياء كثيرة حتى أن بدأت أشعر بتعب نفسي من هذا الأمر. إهداء الزوجة وامرأة أخرى أيضاً لم يعطها زوجها (رضاوة) بعد زواجه عليها زاعماً ان والد الفتاة هو من أهداها له لطيب أخلاقه ومعشره حتى انه لم يدفع سوى 10,000 ريال فقط اكراماً للفتاة رغم ان والدها لم يطلب منه شيئاً وأن ظروفه المادية لا تساعده على الزواج مرة أخرى، وبالفعل تزوجها وأسكنها في الدور العلوي وتقول (نصحني كثير من أهلي انه لابد أن يعطيني «رضاوة» خاصة ان جميعنا نعرف ظروف زوجي أنه مقتدر مالياً وليس حقيقة انه لا يملك مالاً، ولكني فضلت عدم الدخول في مشاكل معه حتى لا أعرض نفسي وأبنائي لأي ضغوط فرضيت بالأمر الواقع رغم معارضة جميع أهلي، والآن لديه من الزوجة الثانية عدد من الأطفال، وبدأ يردد علينا أن رجلاً آخر عرض عليه ابنته ليتزوجها!). حتمية الرضاوة بينما تذكر السيدة أم حمد الموينع وهي في العقد السادس بحماس وحدة أن الرضاوة أمر ضروري وحتمي والرجل يعرفها قبل المرأة ولولا رضا النساء بما يتعرضن له لما تهاون الأزواج في دفعها، ولكنهم رأوا زوجاتهم وكيفية ردود أفعالهن فاستمرأوا الأمر، وقديماً كان الرجل الذي يرغب في الزواج على زوجته يجهز رضاوة الأولى حتى أحياناً قبل ليلة دخلته وان لم يفعل يصبح عاراً عليه حتى أن الأهل يلزمون ابنهم بفعل هذا الأمر، مما يشير إلى أن هذه المسألة مسألة بدهية لا نقاش فيها أو فصال بعكس ما نراه اليوم، وسألناها ما الحكمة من الرضاوة أصلاً فقالت (المرأة بطبيعتها لا ترضى أن تشاركها امرأة أخرى في زوجها ومن أصعب الأمور مرارة على المرأة أن يعرف عليها زوجها امرأة أخرى فما بالك عندما يتزوج عليها ويعيش مع وحدة ثانية تغير حياتها تماماً فبعد أن كان لها دائماً تأتي من تناصفها فيه وتتحول الحياة لتقسيم أيام بينها وبين الأخرى جميع هذه الأمور مؤلمة لنفس المرأة حتى أن بعضهن يطلبن الطلاق ولا ترضى بأي رضاوة مهما كانت قيمتها وقدرها والبعض الآخر ترضى بالرضاوة، فالمرأة لدينا تربت على أن الرضاوة دليل أن زوجها مازال يحبها ولها مكانتها عنده حتى لو تزوج بأخرى وكلما ثقلت الرضاوة يطيب خاطر الزوجة الأولى). وتؤكد حديث أم حمد أم عثمان الطاير وتضيف قائلة (قديماً لو كان الرجل متزوجاً (عشر نساء) ورغب بأخرى يعطي جميع العشر رضاوة لكل واحدة منهن، حتى أن بعض الرضاوات كانت حديث الناس أكثر من المهر نفسه، حتى أحياناً يضرب المثل ببعض الرضاوات لقيمتها، وكم سيدة سمعتها تقول ليت زوجي يتزوج علي ويعطيني رضاوة مثل فلانة.. من كبر قيمتها).