في عالم الطهو وتجهيز المأكولات، برزت تقنيات ساهمت في ازدهار هذا النشاط الذي استطاعت المرأة أن تفرض شخصيتها فيه، ومن هذه التقنيات ما يعرف بوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا الواتساب والانستغرام وغيرها، التي سهلت عرض منتجات المرأة الطاهية على زبائنها، وفي المقابل سهلت معرفة الأسر السعودية بأفضل ما تصنعه المرأة «الشيف». ومن هنا كانت محاولة «عكاظ» استجلاء رأي الطاهية السعودية في هذا المجال، فمن جانبها أوضحت الشيف وفاء القرني أن الفراغ الكبير في حياتها هو الذي أدخلها عالم المناسبات والولائم، فقررت بدء مشروعها من المنزل مستخدمة مواقع التواصل الاجتماعي كنافذة للتواصل مع العملاء، وتقديم عملها لهم. وتتابع بقولها: «أسرار المطبخ التي توارثتها من والدتي في تقديم الموائد جعلتني أكثر تعلقاً بفنون الطبخ ومستجداته، إذ كانت بدايتي العام الماضي من مطبخ منزلي المتواضع». وأضافت القرني قائلة: «ردود فعل متابعاتي على مواقع التواصل الاجتماعي اللواتي تجاوز عددهن 60 ألف متابعة على عدة برامج في مجتمعنا المضياف دفعتني لتقديم ما هو أفضل»، مشيرةً إلى أن كثرة الطلبات والإقبال الكبير عليها جعلها تحافظ على معايير الجودة والنكهة اللذيذة والتقديم المميز. وتفصل الشيف وفاء ما تقوم بعمله من مأكولات قائلة إن أكثر الطلبات التي تصلها تكون لطبق الجريش والبرياني والكشري المصري والقرصان النجدية وعصيدة التمر خصوصا أن مجال الطبخ الذي تتقنه يتضمن وصفات خليجية وشعبية وأيضا الصواني والإدامات بأنواعها، نافية وجود أي صعوبة في هذا الأمر، عدا المجهود الذي على أساسه تحافظ على عملائها. وتوضح القرني قائلة: «أفكر جدياً بتطوير عملي وأن أبدأ بتقديم البوفيهات الكبيرة التي تقدم في المناسبات الكبيرة كالأفراح وولائم الاستقبال، يليها بإذن الله افتتاح مطعم خاص يدار بأيدي نساء سعوديات، ومن ثم يصبح لي علامة تجارية مسجلة، يعقبها افتتاح سلسلة مطاعم». وحول ما تقدمه على برامج التواصل الاجتماعي تقول: «أقدم الكثير من الوصفات المنزلية السهلة لمساعدة المبتدئات وتقديم النصائح في كيفية إدارة المنزل وترتيب المهمات والوقت وعمل جولات بالأماكن التي تتوفر فيها احتياجات المنزل، حتى أنني بدأت في عمل الإعلانات لبعض الشركات، ولكن لا يتم ذلك إلا بعد تجربة المنتجات، حتى لا أفقد مصداقيتي من عميلاتي ومتابعاتي، فثقتهن هي سر نجاحي والحمد لله». من جانبها، أوضحت الشيف أسيل الغامدي التي تعمل كصانعة حلويات من المنزل في منطقة الباحة قائلة: «بدأت كهاوية لصنع الحلويات قبل سنتين والحمد لله كانت تجربة وبداية رائعة خصوصاً أن المنطقة لا يتوفر بها سوى محلات قليلة لتقديم الحلويات وليست جيدة مقارنة بالمحلات الأخرى في مدن ثانية، ولا يوجد منافسون كثيرون، من هنا قررت أن أقوم بنقلة نوعية من ناحية الجودة والطعم ورفع مستوى الذائقة لسكان المنطقة، فكنت وما زلت أختار أفضل وأجود أنواع الشوكولاتة، وكريمة الخفق ودقيق الحلويات وتفوقت حتى أنني الآن أعد أصنافاً كثيرة وبعضها يحتاج لدراسة على يد شيف كبير كالميل فاي والإكلير والبافلوفا، التي تقدم في أفخم الأماكن، أيضا بجانب الكوكيز والتارت بأنواعه وغيرها من الحلويات الفاخرة». وحول استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاتها قالت أسيل: «إن هذا العمل كان بمجهود شخصي بحت، ولكن لا أنكر دعم إحدى صديقاتي التي دفعتني وحفزتني لإنشاء حساب خاص على الإنستغرام، ويعتبر الأول في منطقة الباحة، والإقبال الكبير أقوى دليل على نجاحي ولله الحمد، ففي كثير من الأحيان اتعهد بتقديمات الزفاف والأفراح وحفلات الخطوبة والتي قد تزيد على 300 طلب من كل نوع، وأكثر ما يميز عملي هو اهتمامي بالتقديمات الراقية، والتي تعكس على أجواء الحفل». وختاما تؤكد الشيف أسيل أنها تفكر جدياً وتسعى للحصول على علامة مسجلة، وافتتاح مخبز كبير يقدم كل ما هو جديد وبجودة عالية مقدما خدمته لكل سكان المنطقة ويخضع تحت إشرافها ورقابتها.