انتشرت في الطائف ظاهرة «الطاهية عن بعد»، حيث ارتفع عدد الطاهيات اللواتي يستثمرن هذه الظاهرة لتحقيق أكبر عائد مادي ممكن خلال شهر رمضان الحالي الى نحو 02 طاهية يتردد عليهن كثير من النساء خاصة الموظفات اضافة الى الشباب العزاب. تستهدف «الطاهية عن بعد» الزوجات العاملات ممن لا يجدن الوقت الكافي لطهي أصناف متعددة من الأطعمة لأسرهن وكذلك اللواتي لا تمكنهن ظروفهن الخاصة من طبخ كميات كبيرة من المأكولات للولائم والعزايم. وتعمد على إعداد أصناف متعددة يوميا من الطعام لتختار منها الزبونات ما يرغبن فيه لتقديمه في سفر أسرهن خاصة عند الإفطار والسحور في هذا الشهر الفضيل الذي ازدهر فيه نشاط هؤلاء الطاهيات مع زيادة الاقبال على المطبوخات اللواتي يعددنها في منازلهن. لا تقتصر خدمات «الطاهية عن بعد» على الزوجات العاملات بل تتعداه الى غيرهن من المتفرغات اللواتي يجدن أنفسهن في ورطة حينما يزورهن أقارب أو صديقات ولا يجدن وقتا كافيا لطبخ أصناف متعددة من الأطعمة. والحل الأمثل بالنسبة لهن هو الاستعانة بإحدى «الطاهيات عن بعد» لانقاذ الموقف بشراء أطعمة منهن بأسعار معقولة مقارنة مع أسعار المطاعم، علاوة على أن طهي الطاهيات يتميز بنكهة خاصة أقرب الى نكهات طبخات المنزل خاصة عندما يتعلق الأمر بالمأكولات الرمضانية. ودائما ما تشترط الطاهية عن بعد تقديم الطلبات لها قبل وقت كاف من موعد الوليمة إذا كانت كمية الأطعمة المطلوبة كبيرة، أي أن خدماتها لا تقتصر على البيع فقط وإنما تمتد لتشمل استقبال طلبات أصناف الطعام قبل الوجبة ب 24 ساعة لإعدادها لتحصل في نهاية الأمر الزوجات على شكر وتقدير أزواجهن الذي يتمثل في كلمة «سلمت يداك» بعد أن يكن بيضن وجوههم أمام ضيوفهم. لم يعد الأمر يتوقف على الزوجات والنساء عموما بل أصبح يشمل الشباب العزاب المغتربين عن أسرهم والذين يقيمون في بعض المدن، حيث إن الشاب البعيد عن أسرته بسبب إكمال دراسته أو عمله يجد الطعام المطلوب يصل الى باب منزله بسهولة ويسر ودون مشقة أو عناء وبالتالي لا تقلق عليه أمه لاسيما في شهر رمضان المبارك الذي توفر فيه الطاهيات عن بعد من منزلهن جميع المأكولات الرمضانية بما فيها السمبوسة والشوربة والحلويات حسب طلبات الزبائن في كل يوم. وتشترط بعض الطاهيات أن يحضر الزبون مسبقا كمية كافية من اللحوم والدجاج والمستلزمات الخاصة بمأكولات رمضان تكفي لمدة شهر. ولا يتوقف الأمر على وجبة الإفطار، إذ إن هناك من الزوجات الموظفات والشباب العزاب من يتعاقد مع الطاهيات لإعداد وجبات السحور الى جانب الفطور بعقد لمدة شهر يتضمن ايصال الطعام الى المنزل. وتقول كل من أم ناصر وأم خالد إن تجهيز الأطعمة الرمضانية مثل الهريس والسمبوسة والجريش والشوربة وغيره من الحلويات أمر ضروري ويومي ومرهق خلال أيام رمضان خاصة أن بعض أفراد الأسر يريدون التنوع في ما يقدم من أطعمة على مائدتي الفطور والسحور . لكن الأمر أصبح ميسورا مع وجود طاهيات عن بعد على استعداد تام للقيام بهذه المهمة مقابل مبلغ من المال لا يؤثر في الغالب على ميزانية الأسر المتعاقدة معهن. فالإنسان يشتري راحته ويساعد بذلك نساء محتاجات امتهن هذه المهنة للإسهام في إعالة أسرهن خاصة إذا كن أرامل أو مطلقات. وتشاركهما الرأي كل من وفاء وفاطمة اللتين تريان أن الطاهيات من منازلهن قدمن خدمة كبيرة للنساء خاصة الموظفات اللواتي لا يسعهن الوقت للطبخ في حالات المناسبات والعزائم، مشيرتين الى أن هذا الأمر ساعد كثيرا من النساء في تجاوز وحل المشاكل التي كانت تحدث لهذا السبب، فالمرأة دائما تبحث عن راحتها ولو بأغلى الأثمان. وبعض الطاهيات عن بعد يتميزن بالنظافة والعمل المتقن الذي يشهد له الجميع ويساعدن كثيرا من ربات البيوت في تجهيز السفرة الرمضانية خاصة عندما يكون هناك معازيم على الإفطار. الطاهية عن بعد أم عامر تحدثت عن تجربتها الخاصة قائلة إنها تعمل منذ أعوام في مجال إعداد المأكولات خاصة الرمضانية منها. وتحظى بإقبال كبير من الموظفات اللواتي يستحسن ما تطبخه ويحرصن على تقديمه في سفر أسرهن وكثيرا ما يثنين عليه. وفي مقدمة الأطعمة التي تعدها وعليها اقبال كبير في الشهر الفضيل، السمبوسة والشوربة والجريش بمختلف أنواعه. وتشير أم عامر الى أن أسعار الأطعمة التي تطبخها في متناول الجميع ولا مغالاة فيها. وهناك من يطلب صنفا واحدا بينما آخرون يطلبون أصنافا متعددة. وتقول إنها تعد سفرة الإفطار كاملة من الألف للياء لبعض الأسر حسب الطلب. كما أنها تتلقى طلبات عديدة من شباب عزاب يعيشون بعيدا عن أسرهم. زيادة الطلب إحدى الطاهيات تقول إنها في غير شهر رمضان تعد وجبات الغداء لزبائنها وتساعدها في ذلك مجموعة من الفتيات، لافتة الى أنها في بعض الأحيان تضطر للاعتذار عن تلبية بعض الطلبات بسبب زيادة الطلب نظرا لحرصها على جودة الطعام الذي تقدمه ولتحافظ على سمعتها في السوق الذي اقتحمته كثير من الطاهيات خاصة في شهر رمضان. وهي لا ترى في ذلك غضاضة فكل يأخذ نصيبه من الكعكة حسب ما يرزقه الله.