ما زالت ذكرى الثلاثاء الدامي تسيطر على طالبات ثانوية الريش اللاتي فجعن الأسبوع الماضي برحيل زميلتهن فاطمة وإصابة 27 أخريات إثر انهيار مظلة في فناء المدرسة. وفيما تردد الطالبات بمحاسبة المسؤول عن الفاجعة في أسرع وقت، أكدن ل«عكاظ» تفاصيل جديدة في الحادثة إذ أنهن حذرن من وقوع الكارثة قبل انهيار المظلة التي كن يؤدين أسفلها اختبار التحسين في مادة الرياضيات لكنهن فوجئن بقساوة الرد بقول إحدى المعلمات لهن «أنتن مدلعات» قبل أن تزجرهن وتطالبهن بتكملة الاختبار. وأكدت الطالبة رهف عبيد التي نجت من الحادثة وشاهدت زميلتها فاطمة تسقط أمامها، أن الانهيار سبقته أصوات كثيرة حتى تملك الخوف جميع الطالبات، لكنها وجدت إحدى المعلمات تزجرها وتقول لها «كملوا الاختبار» لتمر ثوان معدودات لتسقط فاطمة مضرجة بدمائها وتلقى حتفها فيما زميلتها عبير يسقط الحديد على قدميها وتصرخ وينتشر الرعب والصراخ وتنزف الدماء من الطالبات، مضيفة «لم أفق إلا بأصوات سيارات الإسعاف تنقل المصابات واحدة تلو الأخرى»، داعية أن يرحم الله تعالى زميلتها فاطمة ويسكنها فسيح جناته. وبمرارة الألم ذاتها، تروي زميلتها ميعاد أحمد مرعي آل حسين عسيري، الحادثة، مبينة أن المدرسة تحولت إلى بحيرة من الدماء، وقالت «كنت بالمصادفة في دورة المياه، ومع دوي السقوط والصراخ خرجت مسرعة لأتقصى الأمر فرأيت مشهدا مؤثرا للغاية، والطالبات يركضن في محاولة للنجاة والخروج من تحت المظلة، فتوقفت من هول الفاجعة لتسحبني المعلمة غاية ياسين وتدخلني الفصل وتبدأ في تهدئتي مع عدد من الطالبات»، داعية إلى تسريع العدالة في معاقبة المسؤول عن هذه الفاجعة. أما الطالبة حليمة عبده الصحبي فتتذكر زميلتها الراحلة فاطمة «كنا نداعبها بمناداتها عسلة، والغريب أنها كررت الخوف من المظلة لكن بعض المعلمات لم يستجبن لمخاوفها لترحل مع أول دوي لسقوط الحديد وتهشم الزجاج»، مضيفة «نريد العدالة ومعاقبة المسؤول».