يميل مفكر سياسي عربي من وزن الأردني عدنان أبو عودة إلى قراءة توقف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في مدينة العقبة الساحلية وما بحث في لقاء سموه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، استنادا إلى البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء الزيارة من زوايا سياسية واجتماعية واقتصادية محضة، لا تسقط من الاعتبار العمق التاريخي للعلاقات الأردنية-السعودية. أبو عودة الذي كان لسنوات طويلة رئيسا للديوان الملكي وكبير مستشاري العاهل الأردني يعود إلى عقود سابقة من العلاقات الإيجابية بين المملكتين السعودية والأردنية، ويستذكر «المواقف التي اتخذها ملوك آل سعود حيال الأردن في الأزمات التي عصفت بالمنطقة»، مشيرا أنها «لم تخذل الأردن عند الخطوب». ويلفت أبو عودة إلى «التزام المملكة العربية السعودية بما حمله مؤتمر بغداد عام 1979من مساعدات إلى الأردن، وعدم وقف تلك المساعدات رغم كل الظروف السياسية التي عصفت بالمنطقة»، مؤكدا أن «المملكة العربية السعودية لم تكن يوما إلا سندا للأردن». ومن جهته، يرى الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة أن القراءة الأولية للبيان الأردني السعودي المشترك، تعكس شمولية التوافق أمنيا وعسكريا وسياسيا، معتبرا أن تطابق الرؤى بين البلدين من شأنه تعزيز قوة مكافحة الإرهاب خصوصا أن البيان تحدث بقوة عن ضرورة وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة. فيما قال النائب في مجلس النواب الأردني أحمد الجالودي «إن العلاقة التي تربط المملكتين السعودية والأردنية علاقة كتلك التي يتمتع بها الأشقاء، حيث تعتبر العربية السعودية الأخ الأكبر للأردن»، ولا يمكن فصل علاقتهما في الجانبين «السياسي والاقتصادي»، إذ أظهر لقاء العقبة على الصعيد السياسي «التأكيد على تطابق الموقفين السعودي والأردني حول مجمل القضايا التي تمر بها المنطقة»، إضافة إلى الموقف الموحد تجاه إيران وضرورة وقف تدخلاتها في شؤون الغير وخصوصا الدول العربية والإسلامية.