وصفت المملكة العربية السعودية الأفعال التي تقترفها إيران في المنطقة ب «الشغب»، وقالت إنها لن تقف مكتوفة الأيدي حياله. وقال وزير الخارجية السعودي د.عادل الجبير، في مؤتمر صحفي أعقب مباحثات أجراها مع نظيره الأردني ناصر جودة في العاصمة عمّان، إن «المملكة تتصدى لشغب إيران في المنطقة، ولن تقف مكتوفة الأيدي حياله». وبيّن الجبير، الذي زار عمّان أمس الخميس، أن «شغب إيران في المنطقة لن يكون على حساب المملكة»، مشدداً على وجوب «تحجيم التدخل الإيراني في المنطقة». ولفت الوزير الجبير إلى «دور السعودية في تحجيم النفوذ الإيراني، ومنع طهران من التمدد في كثير من الدول». وشدد الجبير على أن «المملكة دولة قوية، وقادرة على حماية مصالحها والذود عنها، وتحترم غيرها من الدول وفق قاعدة الاحترام المتبادل». وبدّد الوزير الجبير، في زيارته الأولى للأردن منذ توليه وزارة الخارجية الأردنية، الشائعات حول فتور العلاقات بين عمان والرياض، وقال: «تدهور العلاقات بين البلدين محض خيال وافتراض خاطئ». وبيّن الجبير أن «المملكة والأردن تتطابقان في وجهة النظر حيال الملفات الإقليمية، وينسقان مواقفهما على أعلى المستويات»، واصفاً زيارات مسؤولي البلدين ب «الأعلى والأرفع بين دولتين عربيتين». وشدد الوزير الجبير على أن «علاقاتنا مع الأردن لا تحكمها الشكليات، والزيارات مستمرة بين الجانبين، وأهم من ذلك الواقع». واعتبر الجبير الأردن «حليفا» للسعودية في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أن «البلدين يواجهان تحديات مشتركة، وهما شريكان في دعم الشرعية في اليمن، وأيضاً في دعم عملية السلام». وأكد الجبير على تقدير السعودية ودعمها لدور الأردن المحوري بقيادة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف: «هناك تعاون وتنسيق في جوانب كثيرة، والأردن دولة مهمة بالنسبة للسعودية، ونعتبر أمن الأردن واستقرارها الاقتصادي أمر مهم جداً، ولدينا استثمارات سعودية في الأردن، وسوف تتم زيادتها» . وفيما يتعلق بالعمليات الإرهابية التي شهدتها السعودية مؤخراً، قال وزير الخارجية الجبير: إن «العمليات الإجرامية وحّدت المواطنين السعوديين». ووعد الجبير ب«وأد» كل محاولات إثارة الفتنة في السعودية، وقال: «أي محاولة لإذكاء الفتنة الطائفية ستبوء بالفشل». وفي الملف السوري، تمسّك الجبير بالإستراتيجية السعودية الداعية إلى «حل سياسي يضمن للشعب السوري العودة إلى حياته الطبيعية». واعتبر الجبير «جينيف1 أرضية مناسبة لتسوية الصراع الدائر في سورية، وللتوصل لنهاية النزاع الدائر»، مبينا أنه «المدخل للحل الإنساني، الذي يؤدي إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم». وبينما أكّد الجبير على «إستراتيجية العلاقات التي تجمع المملكة بالولايات المتحدة» و«تشاور البلدين حيال الملفات الإقليمية»، وشدّد على أن «السعودية تعتمد على نفسها في الحفاظ على مصالحها». ولفت الجبير إلى «اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببعض الأخطاء في السياسة الأمريكية»، بيد أنه أشار إلى «التنسيق بين البلدين حيال الأوضاع في لبنانوالعراق، والدعم الأمريكي للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن». وفضح الجبير مزاعم تنظيم «داعش»، وقال مستنكراً إن «تنظيم داعش يرتكب جرائمه ضد كل العرب، ولكنه لم يهاجم إيران مرة واحدة». ودعا الجبير إلى البدء فوراً بإصلاحات في العراق لتجنّب الصراع الطائفي، وقال: إن «العراق بحاجة إلى إصلاحات حقيقية تحفظ حقوق جميع الطوائف». عمق العلاقات ومن جهته، قدّم وزير الخارجية الأردني ناصر جودة للمؤتمر الصحفي بالقول: إن «الجانبين بحثا ملفات المنطقة الملحة، وعلى رأسها الإرهاب، والأزمة في سورية، والوضع في العراق، بالإضافة إلى مباحثات (5+1) مع إيران حول برنامجها النووي». وقال جودة: إن «المباحثات أكدت عمق العلاقات الثنائية ومستواها وما يربط قيادتي البلدين الشقيقين من أواصر أخوة ومحبة واهتمام مشترك بالقضايا والتحديات التي تواجه البلدين والمنطقة». وجدد جودة نفي بلاده وجود توتر في العلاقة مع الشقيقة السعودية، معرباً عن «تقدير الأردن لمواقف السعودية الداعمة في مختلف المجالات». واستعرض الوزير جودة «مواقف السعودية في مساعدة الأردن والأردنيين، خاصة في مواجهة الأزمات الاقتصادية، التي تشكّلت في أعقاب موجات اللجوء السوري إلى الأردن»، معتبراً أن هذه المواقف «لا تُنسى». ونبّه جودة إلى «الدور الطليعي للسعودية والأردن في مواجهة التطرف والتصدى لكل من يحاول الإساءة للدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال». وفيما يتعلق باستقبال الأردن للاجئين السوريين، عبّر جودة عن تقديره للدعم السعودي، مؤكداً «أهمية أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساعدة الأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء دوره الإنساني في خدمة هؤلاء اللاجئين، الذي يقوم به نيابة عن العالم». بيان مشترك وقبيل المؤتمر الصحفي، وزّعت وزارة الخارجية الأردنية بيانا صحفياً مشتركاً أكد فيه الوزيران «الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة بين قيادتي البلدين وعلى كافة المستويات». وأشار البيان إلى أن «الطرفين بحثا الجهود المبذولة للتعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تعصف بالمنطقة وبالعالم أجمع، وعانى منها البلدان»، مؤكداً «أهمية تضافر جهود الجميع في مكافحة الإرهاب والعصابات الإرهابية، التي تستخدم الدين الإسلامي غطاء لها، وهي لا تمت لأي دين بصلة». واستعرض الوزيران، وفق البيان، «تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام، وأهمية إعادة إطلاق مفاوضات فاعلة وجادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أن تكون محددة بإطار زمني تفضي بالنهاية إلى تجسيد حل الدولتين، الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية بكافة عناصرها، وبما يصون المصالح الأردنية المرتبطة بهذه القضايا». ولفت البيان إلى تناول مباحثات الجبير/جودة، تطورات الأوضاع على الساحات السورية واليمنية والعراقية والليبية، وأهمية تغليب لغة الحوار، وإيجاد حلول سياسية لجميع التطورات التي تشهدها هذه الدول بما يضمن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها».