أكدت شخصيات سياسية وبرلمانية أردنية أن استمرار الحرب لاستعادة الشرعية في اليمن التي تقودها السعودية في إطار تحالف عربي لنحو 363 يوما تبعث برسالة قوية وصارمة للحوثيين ومواليهم ولكل من يحاول تهديد أمن واستقرار المنطقة. وأجمعوا ل «عكاظ» على أن جهود دول مجلس التعاون والدول العربية تجاه الشرعية في اليمن أتت بثمارها وقدمت نموذجا سياسيا وعسكريا، لافتا في الوقت الذي تعرض فيه بعض الدول العربية لمحاولات السيطرة من طرف العناصر الإرهابية، مؤكدين أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة سيعيد ترتيب الأوضاع بما يحفظ الأمن القومي العربي والإسلامي. وقال الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية الدكتور أمين مشاقبة: إن الجهود التي بذلها الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يستشعر المخاطر التي تتعرض لها الأمة الإسلامية بما يخدم مصالح الأمة العربية، معتبرا أن قرار شن الحرب على الحوثيين في اليمن جاء بعد طلب رسمي من القيادة اليمنية الشرعية. ولفت إلى أن التحرك السعودي لإنقاذ اليمن كان غاية في الأهمية، فهو يأتي في الوقت الذي تسفك فيه دماء المسلمين وسط حالة من التشرذم والتمزق الذي تعيشه الأمة الإسلامية، فالسعودية تريد العمل من أجل إيجاد حلول لأزمات المنطقة لوقف حالة العنف وسفك الدماء التي تدفع ثمنها الشعوب الإسلامية، مؤكدا أن التحرك السعودي في اليمن جاء بعد أن فشلت كل الجهود لإقناع الحوثيين في الجلوس على طاولة الحوار. من جانبه قال نقيب المحامين الأردنيين السابق صالح العرموطي: إن استمرار الحرب على الحوثيين لمدة 363 يوم يشكل رسالة واضحة لكل الأطراف ليس في اليمن، فحسب وإنما لكل الطامعين في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن «عاصفة الحزم» تحمل دلالات كبيرة وضعت العالم وقادة العالم الإسلامي والعربي أمام مسؤولياتهم التاريخية، ورأى أن مواقف الملك سلمان جاءت بعد أن بلغت الأوضاع إلى حد لا يمكن معها التزام الصمت أو أخذ دور المتفرج، وهي مواقف أريد لها وضع كل القادة أمام مسؤولياتهم الإسلامية والتاريخية والأخلاقية والحضارية، لافتا إلى أن التطورات المتلاحقة عربيا وإسلاميا تستدعي رص الصفوف وتوحيد الكلمة والقرار السياسي. وقال إن الحرب على الإرهاب والتطرف وهي حرب يجب على الجميع خوضها دفاعا عن ديننا وقيمه الإنسانية المثلى ضد الجماعات الإرهابية التي لا تمت للإسلام بصلة والتي تستهدف أمن شعوبنا ومستقبل هذه الأمة. وبين أن ما يجري اليوم من اتساع لرقعة ممارسة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في المنطقة، كما حدث في اليمن بات يهدد المنطقة برمتها ويجب أن تنصب الجهود على قطع دابر التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية خدمة لأهداف توسعية لا تريد الخير لدول وشعوب المنطقة العربية عموما. وأكد أن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وضع الأسس الأمنية والعسكرية لحماية الأمن الخليجي والعربي والإسلامي من خطر الإرهاب والتدخلات الإيرانية، معتبرا أن المسائل الأمنية باتت الآن هي الأولوية أمام المجلس لأنها وحدها الكفيلة بحماية المنجزات الوطنية والأمن القومي والسلم الاجتماعي. وأشار إلى أن السعودية التي تمثل الثقل الأهم والأبرز على مستوى العالم عملت بلا كلل على مواجهة الإرهاب والتطرف ومقاومة التدخلات الإيرانية قولا وفعلا، معتبرا أن قيادتها للتحالف العربي لمواجهة المد الإيراني في اليمن شكل حماية لدول المنطقة بأكملها. وقال النائب أحمد الجالودي إن تطورات الأوضاع في اليمن باتت تبشر بالخير، معتبرا أن السعودية أدركت مبكرا عمق المؤامرة التي يقودها الرئيس المخلوع بالتعاون مع الحوثيين لإغراق البلاد في أتون الحرب والفوضى تنفيذا لأجندات خارجية، موضحا أن قرار الرياض بقيادة عاصفة الحزم كانت ضربة استباقية قطعت خيوط المؤامرة التي كانت تحاك ضد اليمن داخليا وخارجيا. وأكد أن الحرب التي استمرت على مدى 363 سيوم حصنت حصن الشرعية في اليمن بقرار عربي وقرار مماثل من مجلس الأمن، لافتا إلى أن قيادة المملكة العربية السعودية لعاصفة الحزم أمنت استقرار وأمن المنطقة العربية.