أكد خبيران سياسيان ل «عكاظ» أمس توافق الرؤى بين الرياضوباريس حول قضايا المنطقة وخدمة مصالحهما المشتركة. وبين المحلل السياسي الدكتور صدقة فاضل أن العلاقات بين المملكة وفرنسا وثيقة وقديمة تصب في خدمة المصالح المشتركة بين البلدين، لافتا إلى أن فرنسا تعتبر من الدول الكبرى على المستوى العالمي ولها تأثير واسع وهي أحد أعضاء مجلس الأمن المؤثرين. وأوضح أن فرنسا تقوم بدور القوة المستقلة في بعض الأحيان بعيدا عن حلف الناتو، وتقف موقفا شبه حيادي في العديد من المواقف، ما عزز العلاقات بين الرياضوباريس، مبينا أن زيارة ولي العهد إلى فرنسا ولقاءه مع القيادة الفرنسية تأتي لتعزيز العلاقات وفتح المجال لتنسق أكبر حول ما يجري في الساحة الإقليمية الآن، مضيفا: «هناك ملفات ستناقش خلال الزيارة ومن ضمنها القضايا ذات الاهتمام المشترك سياسيا واقتصاديا وأمنيا». وأفاد بأن الملفات الأمنية خصوصا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب ستكون العامل المشترك للمباحثات بين البلدين، إضافة للوضع السياسي العام في العراق وسورية واليمن وليبيا، والسياسات الإيرانية التوسعية في المنطقة، والموقف السعودي - الفرنسي من تنظيم داعش. من جانبه، أوضح المحلل الإستراتيجي الدكتور أنور عشقي، أن الرياض تتمتع بعلاقات قوية ومتميزة مع باريس منذ فترة بعيدة، وتتقاسمان رؤى مشتركة حول العديد من القضايا في المنطقة وخصوصا في ما يتعلق بالأزمة السورية والملف الإيراني، وتنظيم داعش وحزب الله الإرهابيين. وألمح إلى أن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تحديات أكبر، خصوصا بعد التدخل الروسي المباشر في الأزمة السورية مما عقد الوضع أكثر مما كان، مضيفا أن التحديات والتهديدات المباشرة وغير المباشرة من التنظيمات الإرهابية كداعش وحزب الله المدعوم من إيران، تستوجب التنسيق الأمني بين البلدين لدعم استقرار الأمن والحد من انتشار تلك المنظمات الإرهابية في المنطقة وتجفيف منابع الإمدادات العسكرية والمالية لها. ولفت إلى أن المملكة تسعى إلى تضييق الخناق على الإرهاب من خلال الدعم والتحالف الدولي والتنسيق في المجالات السياسية والعسكرية والاستخباراتية.