يتزامن انعقاد القمة الخليجية، التي ستنطلق اليوم في الرياض، مع ظروف استثنائية عدة تشهدها المنطقة، سياسياً، واقتصادياً وأمنياً. ما سيجعلها حافلة بالكثير من القضايا والشؤون المختلفة. وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس النواب البحريني عبدالله بن حويل، في تصريح إلى «الحياة»، أن «الأحداث والتحديات المتسارعة التي يشهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً على صعيد الأمن، وكذلك التحديات الاقتصادية والسياسية، والمتغيرات التي تنشدها الشعوب نحو الحرية وفي مقدمها مطالب الشعب السوري بحياة كريمة بعد أعوام طويلة من القهر والظلم، تجعل أنظار الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية تتجه نحو قادة الخليج في قمة سياسية مهمة تواجه أزمات تراكمية وتحديات إقليمية بالغة الخطورة، تقودها إيران على وجه التحديد، بمشاركة أنظمة استبدادية ومنظمات إرهابية عدة». وقال ابن حويل: «من المنتظر من قادة دول المجلس تعزيز التعاون في مواجهة الإرهاب العالمي، والجريمة المنظمة، فلا يمكن التغاضي عن تصاعد وتيرة هذا الوباء المستشري في شتى بقاع الأرض، من تفجيرات باريس إلى مصر إلى تركيا وغيرها الكثير. كما ينتظر منهم وضع أطر جديدة لمواجهة إرهاب «داعش» في المنطقة العربية، والعمل مع الدول الصديقة لمحاصرة منابع هذا التنظيم». وتوقّع البرلماني البحريني حضور الملف السوري في جلسة قادة دول الخليج، كونه يُعد أحد الملفات المهمة التي ستتم مناقشتها لتجديد الموقف الخليجي تجاهه، وفق مرتكزين أساسيين هما «رحيل نظام الأسد المُستبد، ومنح الشعب السوري حق تقرير المصير عبر صناديق الاقتراع الشعبية، وتمديد أواصر الصِّلة والعلاقة مع الدول الصديقة، لتعزيز هذا المفهوم العادل». ونوّه عبدالله بن حويل بتجديد الموقف الخليجي من التدخلات الإيرانية بالمنطقة العربية، مضيفاً: «هذه التدخلات لا تخلّف وراءها إلا روائح الدم والبارود والقتل، في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن، والبحرين، لذا من الضروري وضع برنامج عمل جاد للتعامل مع إيران خلال الفترة المقبلة، والتي تمتد إلى سحب السفراء، ووقف التعاون الاقتصادي والعسكري»، معتبراً المسؤوليات المُلقاة على عاتق قادة دول الخليج العربي «ليست سهلة، خصوصاً مع تزايد الأطماع في مقدرات المنطقة العربية، والسعي المُستميت لإيران بتصدير ثورتها الفاشية، وكذلك التطورات التي تشهدها ساحة المعارك في اليمن، والرسالة المُثلى التي حملتها (عاصفة الحزم)». بدوره، أوضح الكاتب السعودي فضل البوعينين، أن المطلوب من دول مجلس التعاون حالياً هو «توحيد التطلعات والرؤى، وعدم التغريد خارج السرب»، مشدّداً على ضرورة الالتزام بما يتم الاتفاق عليه عملياً، وليس صورياً. وقال في تصريح إلى «الحياة»: «نلاحظ الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة وتطوراتها، إذ لم تعد الأحدث والمتغيرات مقتصرة على اليمن وسورية، وإنما امتدت لتطاول تركيا وروسيا، ومن الممكن أن تتطور الأوضاع إلى مراحل لم تكن في الحسبان. كما أنه لا يمكن السيطرة على الجانب الأمني إلا من خلال المحور السياسي، ليعطي بذلك غطاءً عسكرياً». وعن ملف الإرهاب، أوضح البوعينين أن السعودية رائدة في مكافحته بالشواهد، لافتاً إلى أنه لا يمكن ملاحظة نتائج إيجابية في مكافحة الإرهاب، ما لم يتم إيقاف مصادر تمويله، مضيفاً: «يجب التصدي لجميع القنوات التي تمر من خلالها الأموال الموجهة لدعم الإرهاب خصوصاً الموجهة لدعم «حزب الله»، والسعودية قامت باتخاذ قرارات حاسمة تجاه ما يتعلق بالاستثمارات المشبوهة، في الوقت الذي تتهاون فيه بعض المصارف على مستوى دول الخليج العربي»، لافتاً إلى أن دول التعاون تستقطب وتحتضن تلك الاستثمارات وتسهل تعاملاتها. وشدّد الكاتب السعودي البوعينين على ضرورة العمل على التكامل الاقتصادي، من خلال «سوق مشتركة حقيقية، وإعادة النظر في الاعتماد على اقتصاديات تعمل بمبدأ التكامل وليس التنافس، وذلك بما يخدم مصالح دول التعاون، بعيداً عن الاعتماد على النفط الذي لايزال المصدر الاقتصادي الأول لها».