ارتفعت أسعار النفط أمس مع انخفاض إنتاج الولاياتالمتحدة وأوبك بما ساهم في كبح تخمة المعروض بالسوق؛ ما طغى على تأثير تراجع قطاع الصناعات التحويلية في الصين الذي أجج المخاوف من تباطؤ نمو الطلب. وجرى تداول الخام الأمريكي في العقود الآجلة عند 34.10 دولار للبرميل، بارتفاع 35 سنتا عن سعره في التسوية السابقة. فيما قال بنك (إيه. إن. زد) إن تخطي مستوى 34 دولارا سيعزز الرأي الذي يتبناه البعض بأن السوق تجاوزت القاع. بينما أوضح تجار أن الأسعار ارتفعت بفضل تغيرات في العوامل الأساسية للعرض والطلب، لاسيما انخفاض الإنتاج في الولاياتالمتحدة ومنظمة أوبك. وأضافوا: «إن متوسط خام دبي كما ترصده وكالة بلاتس لرصد الأسعار ارتفع إلى 29.303 دولار للبرميل في فبراير الماضي ليظل دون 30 دولارا للبرميل للشهر الثاني على التوالي». في حين أظهرت بيانات حكومية أمريكية أمس انخفاض إنتاج الخام في ديسمبر 2015، للشهر الثالث على التوالي بواقع 43 ألف برميل يوميا إلى 9.26 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى له في عام. غير أن متوسط إنتاج الخام السنوي في 2015 البالغ 9.43 مليون برميل يوميا يزيد 720 ألف برميل عن العام السابق. وبحسب مسح لرويترز يستند لبيانات شحن ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك ومستشارين تراجعت الإمدادات من أوبك بواقع 280 ألف برميل يوميا في فبراير إلى 32.37 مليون برميل يوميا، لكن البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة من الصين واحتمال تباطؤ نمو الطلب حال دون ارتفاع أكبر للأسعار. في الوقت الذي صعدت فيه الأسعار 30 % منذ 11 فبراير الماضي حين نزلت عقود الخام لأدنى مستوياتها خلال الجلسة عند 26.05 دولار للبرميل وهو أقل مستوى لها منذ 2003. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 27 سنتا إلى 36.84 دولار للبرميل. و قال جيفري جروسمان متعامل أسواق الطاقة لدى بي.آر.جي للسمسرة في نيويورك: «علينا أن نتقبل حقيقة أن سعر الخام سيرتفع من هنا». فيما تحدد سعر التسوية لعقد أقرب استحقاق لخام برنت تسليم أبريل القادم على ارتفاع 87 سنتا، بما يعادل 2.5 % عند 35.97 دولار للبرميل قبل أن يحل أجل العقد. وأغلق برنت تسليم مايو القادم 1.13 دولار أو 3.2 % عند 36.57 دولار للبرميل. بينما ارتفع عقد أقرب استحقاق للخام الأمريكي 97 سنتا أو 3 % لتبلغ التسوية 33.75 دولار. في حين مازالت أسعار النفط منخفضة نحو 70% منذ منتصف 2014 عندما كانت فوق 100 دولار للبرميل، لكن انتعاشا مطردا على مدى الأسبوعين الأخيرين يدفع بعض المتعاملين والمستثمرين إلى التفكير بأن تراجع السوق ربما بلغ مداه في المدى القريب.