أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن لا اتفاق حتى الآن مع شركائه الأوروبيين حول مطالبه من أجل بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، لدى وصوله لاستئناف القمة الأوروبية التي بدأت (الخميس) في بروكسل. وبعد جولة أولى أشبه بالإحماء أمس الأول استأنف القادة الأوروبيون ببروكسل قمتهم أمس في مسعى لانتزاع اتفاق حول إصلاحات يطالب بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإبعاد شبح خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. فيما قال كاميرون لدى عودته بعد ليلة طويلة من المحادثات حول الإصلاحات التي يطالب بها لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد: «أحرزنا بعض التقدم لكن لا اتفاق حتى الآن». وأضاف: «لن أصادق سوى على اتفاق يمنحنا ما تحتاج إليه بريطانيا». وما زال الناخبون البريطانيون منقسمين حول هذه المسألة، إلا أن احتمال خروج بريطانيا يثير الكثير من المخاوف لدى الاتحاد الأوروبي في وقت يواجه أزمة هجرة غير مسبوقة منذ 1945. وطالب كاميرون في قمة بروكسل شركاءه الأوروبيين ب«اتفاق يتمتع بالمصداقية» لإقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. في حين يأمل كاميرون باتفاق يكون قويا بما يكفي لإقناع البريطانيين بتأييد انتماء المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، وانتزاع تسوية بهدف تنظيم استفتاء حول هذه المسألة في بلاده خلال يونيو القادم. ودعا إلى اتفاق يتيح تسوية مشاكل العلاقات بين بريطانيا والقارة «لجيل». ويريد كاميرون زعيم حزب المحافظين البريطاني بشكل خاص تقييد الهجرة للعمل داخل أوروبا، وحماية مصالح بلاده الاقتصادية التي لا تنتمي إلى منطقة اليورو وحي المال بلندن، المركز المالي الأول في أوروبا. بينما تلقى كاميرون الأسبوع الماضي دعما من انغيلا ميركل حول مسألة الحوكمة الاقتصادية والتكامل في منطقة اليورو التي تثير شكوكا جدية في باريس. وقالت المستشارة ميركل: «الدول الأعضاء التي لا تستخدم اليورو يجب عدم تجاهلها في قضايا مهمة بالنسبة لها». في الوقت الذي قال فيه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «الاتفاق ممكن (...) لكننا لا يمكن أن نمنع أوروبا من المضي قدما». وعلى النقيض من ذلك شدد رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الذي تعتبر بلاده من بين أكثر المعارضين لتقديم تنازلات لبريطانيا على أنه «من غير المقبول أن يكون لبلد من خارج منطقة اليورو إستراتيجية مقابلة لإستراتيجية منطقة اليورو». من جهتها قالت رئيسة وزراء بولندا بيتا سيدلو: «نريد اتفاقا جيدا لكن ليس بأي ثمن». في حين أوضح رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قائلا: «نحن في خضم مفاوضات لا تزال صعبة جدا وحساسة». وأضاف: «لكن هناك شيئا واضحا بالنسبة لي في هذه القمة، إنها مسألة حياة أو موت». وتوسك الذي يشرف على المفاوضات منذ عدة أشهر أضفى انطباعا مأساويا على هذه المسألة في الأيام الأخيرة بقوله: «ليست هناك ضمانات بأن رؤساء دول وحكومات الاتحاد سيتوصلون إلى تسوية». معتبرا أن «خطر انفجار» الاتحاد الأوروبي أمر «واقعي». ويثير هذا الإجراء الذي يعتبر «تمييزا» بالنسبة للمبدأ المؤسس لحرية التنقل قلق بلدان أوروبا الوسطى والشرقية كونه يستهدف عمالها. ولذلك اقترح توسك «آلية وقائية» تسمح للندن بالحد موقتا من المنافع الاجتماعية للمهاجرين الأوروبيين.