وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم (الخميس) ليجد مشروع الاستفتاء حول إصلاح الاتحاد عالقاً بين أزمتي اليونان والهجرة. وتوقعت مصادر أن يناقش القادة الأوروبيون الإصلاحات التي تطلبها بريطانيا بشكل سريع اليوم، قبل الموافقة على الانتقال الى المرحلة التالية في العملية واجراء محادثات تقنية. وتصدرت خطط كاميرون لإعادة النظر في علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي عناوين الصحف في بلاده منذ فوزه في الانتخابات الشهر الماضي، وذلك قبل استفتاء على الخروج من الاتحاد نهاية العام 2017. ويبدو أن القيام بمحادثات جوهرية حول هذه القضية سيضطر الى الانتظار بالنسبة الى البلدان الأوروبية الاخرى، التي تكافح من أجل الحفاظ على بقاء اليونان في منطقة اليورو، وتصارع في مواجهة تدفق المهاجرين من الشرق الاوسط وبؤر التوتر الافريقية. واختارت بريطانيا البقاء خارج منطقة اليورو، كما فضلت الخروج من برنامج مثير للجدل لتوزيع المهاجرين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وتبدي بلدان أوروبية عدة قلقها حيال مقترحات كاميرون الإصلاحية، وحذر وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مقابلة مع "هيئة الإذاعة البريطانية" أمس، من إنشاء "اتحاد أوروبي بأسلوب انتقائي". واستغلت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية زيارة رسمية الى ألمانيا، عقد خلالها كاميرون محادثات مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، للتحذير من أن "الانقسام في أوروبا أمر خطير". وقال كاميرون إن القمة التي ستعقد اليوم وغد، وهي المرة الأولى التي سيناقش فيها الاتحاد مشروعه الاصلاحي بشكل جماعي، "ستطلق آلية للعمل من خلال المضمون وايجاد الحلول". وأعرب دبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي طلب عدم الكشف عن هويته عن عدم اعتقاده بأن لدى الأوروبيين "شهية هائلة لمناقشة المسألة البريطانية بشكل شامل"، مضيفاً أن "المسألة قادمة من دون شك في النصف الثاني من العام الحالي".