دافع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمام مجلس العموم (البرلمان) أمس، عن اقتراحات طرحها الاتحاد الأوروبي لإقناع المملكة المتحدة بالبقاء في التكتل. وقال مخاطباً النواب: «إذا كنتم تريدون إنهاء العطاء بلا مقابل، وخروج بريطانيا من اتحاد أكثر ضيقاً، وإذا كنتم تريدون مساواة بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منطقة اليورو، وإذا كنتم تريدون أوروبا أكثر قدرة على المنافسة، لنخضْ هذه المعركة معاً. ساعة القرار تقترب». وكرّر ترحيبه ب «تقدّم كبير تحقّق في طلباتنا الأربعة للإصلاح»، مستدركاً: «ما زال هناك عمل طويل، ويجب أن نبرهن على تصميم وصبر لإنجازه». وأعلن البيت الأبيض أن كامرون أطلع الرئيس الأميركي باراك أوباما، في اتصال هاتفي، على المفاوضات مع قادة الاتحاد، من أجل «إصلاح» مكانة المملكة المتحدة داخل التكتل. وأشار إلى أن أوباما كرّر لكامرون أن الولاياتالمتحدة «تدعم مملكة متحدة قوية داخل اتحاد أوروبي قوي». وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك طرح «اقتراحات لإبرام اتفاق جديد مع المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي»، تتضمن آلية «إنقاذ» تقلّص المساعدات الاجتماعية للعاملين الآتين من دول أوروبا، خصوصاً من شرق القارة، للاستقرار في بريطانيا، على مدى أربع سنوات، على أن تُخفّض الاقتطاعات تدريجاً خلال تلك الفترة. هذا «الكبح» يمكن تفعيله، في حال شهدت بريطانيا «تدفقاً لمهاجرين من دول أعضاء أخرى، بكثافة استثنائية». وتعهد توسك «احترام حقوق وصلاحيات» الدول غير الأعضاء في منطقة اليورو، وعرض «آلية» تتيح للدول التسع التي لم تتبنَّ العملة الواحدة، إبداء قلقها ونيل «تأكيدات» حول قرارات الدول ال19 الأخرى التي تعتمد اليورو. كما اقترح «نظام بطاقة حمراء» يتيح لأكثر من نصف البرلمانات الوطنية لدول الاتحاد، وقف خطط تشريعية للمفوضية الأوروبية، علماً أن هذا الأمر كان من المطالب الرئيسة لكامرون. وحذر توسك من أن «الرهانات ضخمة جداً ولا شيء سهل» في القضية، فيما يعتزم كامرون تنظيم استفتاء شعبي، إذا تمكّن من انتزاع اتفاق مع رؤساء الدول والحكومات في الاتحاد، في قمة ستُعقد في بروكسيل في 18 و19 الشهر الجاري. لكنّ المشككين في جدوى الاتحاد انتقدوا الاقتراحات الأوروبية، إذ دعا رئيس بلدية لندن المحافظ بوريس جونسون إلى بذل «مزيد» من الجهود، فيما اعتبرها رئيس حزب الاستقلال (يوكيب) نايجل فاراج «سيئة». في المقابل، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى مساندة الاقتراحات، إذ قال أمام البرلمان الأوروبي: «أريد من المملكة المتحدة أن تبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي، استناداً إلى اتفاق منصف. التسوية المُقترحة منصفة للمملكة المتحدة وللدول السبع والعشرين الأخرى، وللبرلمان الأوروبي أيضاً». وكان وزير الخارجية الهولندي بيرت كونديرس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، رأى أن الاقتراحات التي أعلنها توسك «تمهّد لاتفاق في المجلس الأوروبي»، وزاد: «أنا واثق من إمكان التوصل إلى حلّ».