عرض قصر ثقافة روض الفرج بالقاهرة وقصر ثقافة سوهاج بصعيد مصر الفيلم السعودي الطويل «وجدة» لمخرجته هيفاء المنصور. وكما كان استقبال «وجدة» في العاصمة الفرنسية باريس احتفائيا كان الحال في قصر ثقافة روض الفرج، إذ أثار دهشة الحضور وتعليقاتهم، لوجود فيلم روائي يحمل بصمة سعودية خالصة، من حيث المضمون والتصوير والإخراج والتمثيل. ومن جانبها علقت الناقدة السينمائية ماجدة موريس على عرض الفيلم بقصور الثقافة المصرية بقولها: «الفيلم جيد، وقريب من المشاهد المصري، لأنه يناقش قصة إنسانية قد تحدث في بيئته المحلية. وهو اختيار جيد من وزارة الثقافة لإيجاد نوع من التقارب الثقافي واكتشاف الآخر من خلال الفن». وأضافت موريس: «هيفاء المنصور مخرجة سعودية واعدة، استطاعت بمثابرة وجهد أن تضع الفيلم السعودي على الساحة العالمية، وأن تلفت الأنظار لما تقدمه، سواء خلال الأفلام القصيرة التي قدمتها في بداياتها أو فيلمها الروائي «وجدة»، خاصة بعد فترة طويلة من الصمت السينمائي السعودي، ووفقا لمتابعاتي وقراءاتي أجد أن هناك حراكا ثقافيا وسينمائيا في المملكة، تدلل عليه المقالات اليومية والأسبوعية وزيادة إقبال الشباب على خوض تجارب سينمائية جادة». ورفضت موريس القول إن الفيلم تعيبه الوتيرة الثابتة، كون كتابة القصة والسيناريو والإخراج كانت لشخص واحد. وقالت: «غالبية المخرجين العالميين عندما اتجهوا لإخراج أول أفلامهم كانوا أيضا هم كتاب السيناريو وأحيانا المنتجون، فالتجربة الأولى دائما تحتاج إلى مساندة، وعادة ما تكون القصة من تأليف المخرج الذي يلم بكل تفاصيلها، والأقدر على نقلها عبر الأدوات السينمائية من كاميرا وإضاءة وتفاصيل الإخراج». الناقدة علا الشافعي أكدت على أن «وجدة» رغم بساطة قصته والبطولة لطفلة إلا أن إنسانية القصة وتفاصيلها الصغيرة التي اهتمت بها مؤلفة العمل ومخرجته هيفاء المنصور لامست قلب المشاهد المصري بسهولة. وأضافت: «عندما نقيم الفيلم لا بد أن نضع في الاعتبار معطيات كثيرة، أولها البيئة المحلية للفيلم التي لا تسمح بكاميرات تصوير في الأماكن العامة، ولا توجد أستوديوهات سينمائية، ورغم ذلك استطاعت المنصور في حدود المتاح والممكن أن تنقل صورة متكاملة عن قصة الفيلم، وأعتقد أنه خامة جيدة لاشتقاق موضوعات كثيرة، فالمرأة التي تعاني من مشكلات التنقل ووسائل المواصلات في الخليج ربما تكون المعاناة نفسها وأشد في مصر أو المغرب، وكذلك مشكلات الزواج الثاني والأبناء، فالمنصور وضعت فيلمها البسيط شكلا في عباءة فضفاضة عميقة تحمل بين طياتها هموم المرأة من المحيط إلى الخليج». وأكدت الشافعي أن عرض «وجدة» في قصور الثقافة خطوة وصفتها بالجيدة، للتعرف على المجتمع السعودي من خلال الفن وليس من خلال الحكايات السطحية.