أثار فيلمان عرضا في اليوم الثاني عشر من مهرجان الفيلم السعودي، الذي تستضيفه الرياض، وتبث فعالياته على قناة «روتانا أفلام»، ردة فعل مختلفة عند لجنة التحكيم حول قضية التعامل مع الممثلين من قبل المخرجين. ففي حين نجح مخرج الفيلم الروائي الطويل «الانتقام»، وليد عثمان، في إدارة الممثلين وفق رؤية لجنة التحكيم في المهرجان، فشل مخرج الفيلم الروائي القصير «أنين»، علي الشويفعي، في التعاطي مع الممثل، حينما خلط بين مدمن المخدرات والمصاب بالمرض النفسي. وأبان مدير المهرجان، ممدوح سالم، أن هناك خمس خطوات يجب أن يطبقها المخرج السينمائي على الممثل قبل اختياره، وهي دراسة الحالة النفسية، والإيماءات، والتعابير الجسدية، وحركته في المشهد، والحوار. وحرك فيلم «الانتقام» أجواء حلقة أمس الأول من المهرجان، الذي يختتم غداً، وأجمعت لجنة التحكيم، المكونة من الفنان عبدالإله السناني، والمخرجة هيفاء المنصور، والفنان خالد الحربي، وضيف الحلقة رئيس لجنة المسرح في جمعية الثقافة والفنون في الرياض، الدكتور رامي عاشور، على أن هذا الفيلم يعتبر أفضل الأفلام الروائية التي عرضت في المهرجان. وأبدى الحربي إعجابه بجدية الشباب في التمثيل، مؤكداً أن تجربة المخرج جيدة، رغم وجود مبالغات في قصة الفيلم، وبعض تفاصيله، مما أصابه ببعض الترهل. ولفتت المنصور إلى أن هناك مشكلات في ألوان الفيلم، كما أن فتحة الكاميرا في معظم اللقطات كانت من زاوية ضيقة، مما يصيب المشاهد بدوران من قرب المشاهد، مشددة على أن الفيلم بعيد عن واقعنا المحلي، ولا يمثل أهل جدة، وأكدت أن الخيال لابد أن يرتبط بالواقع، مشيدة بالخط الإنساني في الفيلم، وبقدرات المخرج، ووصفته ب»الموهوب». وأثنى السناني على قدرة المخرج على إدارة العمل، رغم أن الفيلم كان منفصلاً عن واقعه، مشيراً إلى أن ما رفع من أسهم الفيلم هو الخط الإنساني الذي أدخله المخرج على قصة الفيلم، مبدياً إعجابه بحماس الشباب في الفيلم، الذين تراوحت أعمارهم بين 18 وعشرين عاماً، لكنه أكد أن أبطال الفيلم تأثروا بأفلام الأكشن الأمريكية. بدوره، أبدى عاشور بعض الملاحظات على الفيلم، مثل بعده عن الواقع المحلي، وغياب العنصر النسائي عن فيلم مدته ساعة ونصف، وهو ما أيدته المخرجة المنصور. وكان الفيلم الروائي القصير «أنين» تعرض لهجوم لاذع من قبل أعضاء اللجنة، بسبب غموض قصته، والسوداوية التي حملها. ووصف عاشور الفيلم بأنه غير مقنع، مؤكداً أن فكرته ناقصة، وأن المخرج خلط بين من يتعرض لحالة نفسية بسبب رؤيته لخيانة زوجته، وبين مدمن المخدرات، مطالباً المخرج بتثقيف نفسه. وقالت المنصور إن الفيلم فقير تقنياً، وليس لدى المخرج وعي بالمحيط الخارجي، أو إلمام بالطبيعة الإنسانية. وأبدى الحربي ملاحظة قال فيها إن المخرجين يطرقون قضايا وهم غير متعمقين فيها، مما يوقعهم في أخطاء في السيناريو. بينما دافع مدير المهرجان عن المخرجين، مؤكداً أن الأفلام المعروضة تعتبر تجارب للمواهب، وهي بحاجة للدعم والتحفيز لصقلها.