إن كان من تسمية تطلق على 2015 فهو «عام الحزم»، فالأحداث بمفاعيلها وتداعياتها من شأنها أن ترسم ملامح الأيام وتفاصيل الأزمنة. السادس والعشرون من شهر مارس 2015 والخامس عشر من شهر ديسمبر 2015 تاريخان لا يمكن قراءة العام 2015 بعيدا عنهما، فمنهما وعبرهما صنعت أو حيكت باقي الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدها العام. في 26 مارس كان العالم وفي تمام الساعة ال (12) ليلا على موعد مع إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إطلاق «عاصفة الحزم» في اليمن ضد الحالة الانقلابية الحوثية وبقايا المخلوع علي صالح، عاصفة لم تكن بهوائها تلفح اليمن وتفاصيلها بقدر ما شكلت شمس الأمل بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ورسالة صارمة لكل أعداء الأمة القريب منهم والبعيد. الشعوب العربية والإسلامية رأت في عاصفة الحزم انبلاج فجر جديد في تاريخهم السياسي والعسكري، إذ تحولت الأمة عبر هذه «العاصفة» من موقع ردة الفعل إلى موقع صناعة الفعل، فكانت الكلمة واضحة بكل أنواع الأسلحة العسكرية بعدما استنفذت كل الأسلحة السياسية، فيما كانت العاصفة بمثابة الصاعقة أو المفاجأة غير المتوقعة بالنسبة لأعداء الأمة المتربصين بها عند كل مفترق، والذين خرجوا للتبجح باحتلالهم لأربع عواصم عربية وسيطرتهم على باب المندب. «عاصفة الحزم» أعادت تصويب البوصلة في المنطقة والعالم، أعادت للعرب والمسلمين صفاتهم وقيمهم، لقد حققت المصالحة بن العرب وتاريخهم. في 15 ديسمبر أطل ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع كما لم يطل من قبل، مفاجئا الجميع بمؤتمر صحفي ليعلن قيام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة، تحالف عريض ضم كافة الدول الإسلامية والعربية المؤمنة بخطر الإرهاب على العرب والمسلمين ومجتمعاتهم، تحالف بلحظة إعلانه حقق ثلاثة أهداف، الأول: أوقف حملة تشويه الإسلام عبر الإرهاب، فجاء التحالف إعلانا واضحا من الإسلام والمسلمين للحرب عليه. الثاني: أسقط إعلان التحالف الأقنعة عن وجوه كثيرة فكان المنتقدون الرافضون له هم التنظيمات الإرهابية وقلة من دول لطالما كانت راعية للإرهاب والإرهابيين.