لم تكتف مشاريع الصرف الصحي المتعثرة في عدد من أحياء جدة، بوأد فرحة الأهالي بمنجزات ترقبوها ولم تر النور، بل تحولت إلى عبء قض مضاجعهم، فأربكت حركة السير، وغدت خنادق وأفخاخا تلتهم كل من اقترب منها. وتساءل الأهالي عن الأسباب وراء تعثر تلك المشاريع منذ سنوات عدة، فمنها ما لايزال تنفيذها جاريا منذ أكثر من خمس سنوات، وأخرى مضى على موعد تسليمها أعوام دون أن تستكمل، مشددين على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة لسحب تلك المشاريع من المقاولين المتقاعسين وإسنادها لآخرين ملتزمين. وانتقد خلف المعبدي تعثر أعمال الصرف الصحي في حيي الرحيلي وطيبة اللذين يمثلان امتدادا لشارع الأمير نايف شرقا، مبينا أن فرحتهم بالمشروع لم تكتمل حين بدأت الشركة في تنفيذه قبل خمس سنوات، بل تحول إلى عبء بعد أن شوه الشريان الرئيسي للحيين. وقال: «لم ندرك أن فرحتنا بالمشروع ستصبح عكسية، اعتقدنا في بادئ الأمر أنه سيسهم في إيجاد بنية تحتية نموذجية، ولكن ما إن بدأت الشركة في حفر الآبار بعمق 30 مترا، في الطرقات الرئيسية وبعض الداخلية، حتى بدأت أضرارها تظهر، إذ انتشرت الحفر والمطبات في جنبات الحي وتآكلت الطبقة الإسفلتية، وتمنينا أنه لو لم ينفذ المشروع في حينا». وذكر حسن الحمراني أن معاناتهم من تعثر مشروع الصرف الصحي لم تقتصر على تشويه الطرقات، بل تحولت الحفر والآبار العميقة إلى هاجس يهدد العابرين بخطر السقوط، معتبرا المصدات الخرسانية على أطراف الحفر لا تمثل حاجزا جيدا لحماية المركبات من السقوط. وفي حي المنتزهات شرق جدة، أصيب موسى معيض الوادعي بخيبة أمل بعد أن مضى نحو ثلاثة أشهر على موعد تسليم مشروع الصرف الصحي في حيهم، دون أن يطرأ عليه أي تطوير، ولم تقتصر الأضرار على تأخر التسليم، بل تحولت الحفر والمصدات والحواجز الخرسانية والأنابيب التي أوجدها المشروع في المكان إلى مصدر خطر يؤذي العابرين. وذكر محمد الزهراني أن موعد تسليم المشروع المدون في لوحته يشير إلى ال25 من ذي الحجة 1437، وعلى الرغم من مضي نحو ثلاثة أشهر على ذلك التاريخ، إلا أن المشروع لايزال يراوح مكانه، بل أصبح عبئا على السكان في الحي، بدلا من أن يسهم في خدمتهم. وطالب عدد من سكان جدة وزارة المياه والكهرباء بالتحرك سريعا، وحسم أمر مشاريع الصرف المتعثرة، التي تزيد يوما بعد آخر، وفاقمت معاناتهم، وسحبها من المقاولين المتقاعسين ومحاسبتهم.