غداً ويحل شهر ربيع الأول الذي شرفت الدنيا فيه بمولد سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يسعدني أن أقدم للقارئ بعض فضائل النبي الأمي عليه الصلاة والسلام. وفي محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). ولما كان سيدنا محمد رسول الله هو خاتم الأنبياء والمرسلين فقد أخذ الله الميثاق من أنبيائه أن يؤمنوا به وينصروه، إذ يقول عز من قائل بسورة آل عمران: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) الآية: 81. وفي حديث صحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا رحمة مهداة» يؤيد ذلك قول الحق جل وعلا: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). والرحمة عند النبي الأمي عليه صلوات الله وسلامه ليست نافلة وإنما هي واجب، ففي أحاديث صحيحة يقول صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الرحمن». «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء». وفي ما ترويه كتب السيرة أنه: ذهب إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم نفر من أصحابه يسألون عن عبادته، فلما أخبروا، بدا عليهم كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي عليه السلام. لقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ولا أنام منه شيئا. وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدا. وقال ثالث: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا. ولا يكاد نبأ هؤلاء يبلغه صلى الله عليه وسلم حتى يسألهم: «أنتم القوم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم، وأفطر وأصلي، وأرقد فمن رغب عن سنتي فليس مني». ويقول لعبدالله بن عمرو بن العاص الذي كان يصوم دائما ويقوم الليل كله: «بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل، فلا تفعل، فإن لجسدك عليك حقا ولنفسك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا.. صم وأفطر. صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر.. قال: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال: فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام. قال: يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله: لا أفضل من ذلك». ويحكي الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، عن نفسه فيقول: «إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجاوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه». يا رب صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. السطر الأخير: نبي البر بينه سبيلا وسن خلاله وهدى الشعابا