في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة آل عمران: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام}. ولأن الصلاة عماد الدين فقد أوضح رب العزة والجلال قبلة المسلمين في سورة البقرة بقوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام} وذلك بالطبع لكون الكعبة المشرفة التي هي المسجد الحرام لقوله تعالى بسورة آل عمران: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا} كما قال عز من قائل بسورة البقرة في ثلاث آيات متتاليات: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود، وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال ومن كفر فأمتعه متاعا قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير، وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}. كوضوح الشمس ديننا الإسلام، وقبلتنا الكعبة المشرفة التي رفع قواعدها للناس عامة أبو الأنبياء الخليل إبراهيم وكان من دعائه عليه وعلى نبينا أفضل السلام بحسب ما جاء في الآية الأخيرة: {واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}. وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله فجعل الناس يطوفون به يقولون ما رأينا بنيانا أحسن من هذا إلا هذه اللبنة فكنت أنا تلك اللبنة». وفي حديث صحيح يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بانتشار الاسلام ما بين المشرقين فيقول عليه الصلاة والسلام: ليبلغن هذا الأمر - يعني الإسلام - ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل دليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر». وبهذا يثبت أن الإسلام الذي هو خاتم الأديان هو دين أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه لو قام جميع الأنبياء بعد ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما وسعهم إلا اتباعه فقد أخذ الله العهد عليهم بذلك في قوله تعالى بسورة آل عمران: { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}. وكفى بذلك شاهدا ودليلا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة