يعد التمويل المالي وعدم معرفة أغلبية سيدات المجتمع بأهمية الانتخابات البلدية ودور المجالس في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان، ومتابعة تنفيذ المشاريع التنموية التي تعنى بالمكان والإنسان، من خلال اقتراحات الأعضاء للجهات المعنية، من أبرز التحديات التي واجهت بعض المرشحات في مكةالمكرمة، وبالتالي اضطررن إلى الانسحاب قبل إعلان القوائم النهائية للترشيح، وعزوف البعض الآخر عن الترشح من البداية. وفيما كشفت ل «عكاظ» الدكتورة نائلة عطار منسقة مبادرة بلدي في مدينة جدة، أن إحدى المرشحات صرفت 300 ألف ريال على حملتها الانتخابية التي لم تكتمل بعد، عللت منسحبات قرارهن بإتاحة المجال للمرشحات اللاتي يملكن القدرة على التمويل المادي وبرامج انتخابية قوية والحراك الاجتماعي البارز الذي يؤهلهن للفوز بأكبر عدد ممكن من أصوات الناخبات، فضلا عن قلة عدد النساء اللاتي سجلن كناخبات (2402 ناخبة فقط في مكةالمكرمة)، وأرجعن ذلك إلى ضعف الوعي والثقافة بأهمية الانتخابات والمجالس البلدية. ورصدت «عكاظ» أمس إقبالا متواضعا على بعض المقار الانتخابية النسائية في جدة، ومكةالمكرمة، حيث اكتفى الكثير من المرشحات بالترويج لبرامجهن الانتخابية عبر برامج التواصل الاجتماعي «فيس بوك، توتير، الواتس آب، الانستغرام، والسناب شات». إلى ذلك قالت آمال العبادي مديرة مركز حي الروضة في جدة: «أتوقع من خلال ما سمعت من بعض المرشحات أن أبرز أسباب الانسحاب، غلاء الأماكن التي تقام فيها البرامج الانتخابية، والبعض الآخر تعلل بأن الرؤية غير واضحة في النظام، رغم أنني شخصيا أرى عكس ذلك، ويضاف لذلك غياب التدريب ونظرة البعض للمرأة على أنها كائن ضعيف لا يمكنها فعل شيء». وتضيف الدكتورة نائلة عطار: في تقديري الخاص أن أسباب الانسحاب سواء للرجل أو المرأة واحدة، وأولها صعوبة الإجراءات، حيث وجد الكثير أن طلبات إقامة الحملة فوق توقعاتهم من حيث الإجراءات الإدارية والمالية، كما أن صعوبة الجدول الزمني المحدد بأسبوعين شاملة الإجراءات، كانت مشكلة أخرى، حيث تحتاج الإجراءات وحدها إلى أسبوع كامل، والأسبوع الآخر لن يكون كافيا لطرح البرنامج الانتخابي وجمع الأصوات، فكان الانسحاب الخيار الأفضل، عوضا عن التكاليف المالية الكبيرة الخاصة للحملات، وقد صرحت لي إحدى المرشحات بأنها دفعت حتى الآن 300 ألف ريال ولم تكتمل حملتها الانتخابية بعد.