أكمل وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، تشكيل مجلس إدارة غرفة مكةالمكرمة بتعيين ستة أعضاء، ما وجه ضربة إلى آمال سيدات الأعمال في دخول المجلس، بعدما أقصيت المرشحات الثلاث من انتخابات الغرفة بسبب قلة الأصوات التي حصلن عليها مقارنة بالمرشحين. المرشحات ناقشن كيف يمكن في المستقبل تلافي ذلك وتغيير الصورة الذكورية المسيطرة على إدارة الغرفة؟ هذه المحاور وغيرها وضعتها «عكاظ» أمام سيدات أعمال مكيات. ما هي أسباب فشل وصول المرأة إلى مجلس إدارة غرفة مكة حيث قالت -بداية- المديرة السابقة لمركز فاطمة الزهراء لسيدات الأعمال التابع للغرفة، والعضو التوجيهي في وزارة العمل حاليا عزة برنجي، إن هناك أسبابا كثيرة أدت إلى إقصاء النساء مثل قلة الأصوات التي حصلن عليها، وصعوبة عرض برامجهن الانتخابية على سيدات الأعمال المنتسبات للغرفة للحصول على أصواتهن، بسبب عدم دقة بيانات التواصل معهن، بحيث يرصد رقم هاتف أو جوال واحد لأكثر من سيدة أعمال، ومنهن من يكون النشاط باسمها وزوجها أو شقيقها هو من يدير العمل وبالتالي يكون عمله مع رجال الأعمال الذين سيمنحهم صوته، كما أن سيدات الأعمال لا يعلمن ما لهن وما عليهن عندما يترشحن لمجلس الإدارة إضافة إلى أنهن لا يعرفن ما هي الانتخابات أصلا، وماذا تعني وما الهدف منها وكيف يتم عمل البرنامج الانتخابي؟، لذلك لا بد من تثقيف المرأة بمفهوم الانتخابات قبل وقت كاف من بدء الدورة الانتخابية. الوعي الانتخابي وشددت على أن هذا الوعي الانتخابي لن يحدث أبدا طالما أن سيدة الأعمال ترشح وفق صلة القرابة والمصالح المشتركة والمحسوبيات، وغياب الشفافية وعدم الوضوح في البرامج الانتخابية ودقة البيانات وتطبيق المعايير على بعض المرشحات وغض الطرف عن البعض الآخر، وعدم تثقيف المرأة بدورها في مجلس إدارة الغرف التجارية. من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية وسيدة الأعمال ازدهار مصطفى باتوبارة إن المجتمع السعودي يفتقد تماما إلى المعرفة بثقافة الانتخابات عموما كمرشحين أو الناخبين، محملة المسؤولية في المرتبة الأولى إلى الجهة المعنية بالانتخابات والإعلام. وأضافت أنه لو تم التركيز على انتخابات الغرف التجارية تحديدا، نجد أن وزارة التجارة والإعلام مقصرون جدا في بث وعي ثقافة الانتخابات قبل موعدها بشهور، لذلك نجد أن الناخب ينتخب المرشح إما لقرابة أو صداقة أو مصلحة خاصة، دون النظر إلى أجندة المرشح الذي سيهب وقته وجهده لخدمة المنتسبين، ما يضرب بالمصلحة العامة المرجوة من الانتخابات عرض الحائط وهي تقديم أفضل الخدمات للجمهور وأعضاء الغرفة التجارية. وأشارت إلى أن انتخابات القسم النسائي في غرفة جدة تعتبر الأفضل على مستوى المملكة، نظرا إلى أنها تعقد الدورات التثقيفية والتوعوية للمرشحين والأعضاء والعضوات لرفع الوعي الانتخابي لدى الجميع. وأضافت أنه على سبيل المثال، عقدت الدكتورة نائلة عطار دورات لثقافة الانتخابات خلال انتخابات غرفة جدة، وهذا جهد شخصي يثري ويسهم في بث هذه الثقافة المفقودة لدى المعنيين بالأمر والمجتمع عامة. أما سيدة الأعمال نجاة باقاسي فرأت أن معرفة المنتسبات إلى الغرف التجارية بالثقافة العامة للانتخابات محدودة جدا، كما أن بعض برامج المرشحات غير واضحة أو مقنعة للمنتسبات. وأضافت أنه لا بد من عقد دورات تدريبية ودعاية كافية لتوعية المجتمع عامة والمعنيين بالأمر على وجه الخصوص، بأهمية الانتخابات والهدف منها، لتفعيل الانتخابات بشفافية ووضوح وللتركيز على برامج المرشحات للرقي بالمستوى المطلوب. أما ثريا بيلا فرأت أن سبب خسارة المرشحات في الدورة الحالية لانتخابات غرفة مكة هو عزوف الناخبات عن التصويت لهن لضعف برامجهن الانتخابية مقارنة بالمنافسين الرجال، إضافة إلى الوعي والخبرة العالية التي اكتسبها الرجال من خلال سنوات العمل الطويلة بالمهن. فيما أرجعت سيدة الأعمال وفاء سروجي إخفاق المرشحات في انتخابات الغرفة إلى التكتل الذي يعتمد عليه رجال الأعمال في كل الدورات الانتخابية، من خلال شراء وتجيير أصوات الناخبين لصالحهم سواء من الرجال أو النساء، مشيرة إلى أن بعض رجال الأعمال ينسحبون من ترشيح أنفسهم في الانتخابات لدعم شخص واحد لتحقيق المصالح والأهداف المشتركة بينهم. وأوضحت أن رجال المجتمع المكي بمختلف أطيافهم يرفضون منح أصواتهم للمرشحات. من جانبها، طالبت رئيسة مركز سيدات الأعمال التابع لغرفة مكة دلال كعكي، سيدات الأعمال في المجتمع المكي بالاطلاع والاستفادة من التجارب الناجحة لسيدات الأعمال اللاتي ترشحن في انتخابات الغرف في مدن المملكة، لتثقيف أنفسهن ورفع الوعي الانتخابي لديهن، مشددة على ضرورة مضاعفة اهتمام الإدارة الجديدة لغرفة مكة بهذا الجانب؛ لدعم الاقتصاد المكي وتحقيق رؤية أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بدفع مكةالمكرمة نحو العالم الأول.