يتصدر ملف اللاجئين السوريين قائمة الملفات الساخنة في قمة العشرين في أنطاليا، وسط اهتمام سعودي تركي لافت بهذا الملف في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها المخيمات، فضلا عن تنامي موجة هجرة اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب إلى الدول الأوروبية عبر البحار. وفي الوقت ذاته، تؤيد الدول الأوروبية المشاركة في قمة العشرين في أنطاليا المملكة العربية السعودية وتركيا الاهتمام بملف اللاجئين، لما له من تداعيات اقتصادية وإنسانية على هذه الدول. حيث تقدر الدول الأوروبية الجهود السعودية والتركية في دعم اللاجئين، وسط معطيات تفيد بأن المملكة من أكثر الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين سواء في تركيا أو لبنان أو الأردن. وقد ثمنت العديد من الدول والمنظمات العالمية ما تقدمه المملكة للاجئين السوريين، وفي هذا الإطار أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح سابق عن أسفه لأن دولا كالسعودية وقطر فقط هي من قدمت الدعم لتركيا فيما يتعلق باللاجئين، في حين لم تستجب الدول الأخرى. وأشار إلى استضافة بلاده مليونين من اللاجئين السوريين، مضيفا أن المسؤولين الأتراك يلتقون مع مسؤولي البلدان الأخرى المعنية، لمناقشة كيفية التعامل مع مشكلة اللاجئين، حيث يلتقون مع الأمريكيين والروس والإيرانيين والأردنيين والسعوديين والقطريين والأوروبيين. فيما أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن شكرها وتقديرها للمملكة على جهودها الإنسانية في «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا»، ومنها تقديم «التمور» لأكثر من 20 ألف عائلة من اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال الأردن. وأكد منسق المفوضية في المخيم هوفيك آتيميزيان أن الحملة الوطنية السعودية كان لها الأثر البالغ والطيب في تحسين الأوضاع المعيشية للأشقاء السوريين في المخيم، من خلال جهودها الشاملة التي تقدم للاجئين السوريين. وقال: «إن المفوضية وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي ومنظمة إنقاذ الطفل قامت بتوزيع مادة التمر التي قدمتها الحملة الوطنية السعودية للاجئين السوريين خلال النصف الأول من العام الحالي 2015». وقد تبنت المملكة على المستوى الشعبي الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا من مطلع 2012م. كما استقبلت السعودية مليونين ونصف المليون مواطن ومنحتهم الإقامة النظامية واعتبرتهم ضيوفا وليسوا لاجئين. واحتضنت ما يزيد على 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية. حيث بلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو 700 مليون دولار. واشتملت المساعدات الإنسانية على تقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية والتعليمية، وكذلك إقامة عيادات سعودية تخصصية في مخيمات مختلفة للاجئين. وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي تكلفة البرامج والمشروعات التي تم تقديمها للنازحين السوريين داخل سوريا بلغ 099 96965 ريالا. وبلغ إجمالي تكلفة البرامج والمشروعات التي تم تقديمها للاجئين السوريين في الأردن 290 914 338 ريالا. كما بلغ إجمالي تكلفة البرامج والمشروعات التي تم تقديمها للاجئين السوريين في لبنان 366 293 141 ريالا.. وللاجئين السوريين في تركيا؛ بلغ إجمالي تكلفة البرامج والمشروعات 543 294 164 ريالا، أما في الأردن، فبلغ 290 914 338 ريالا. من الملامح التي يمكن الإشارة لها أيضا تنفيذ الحملة ل (22) برنامجا طبيا، وبرنامج تأمين اللقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة، وتغطية علاج الجرحى السوريين بمستشفيات لبنان بتكلفة بلغت خمسة ملايين ريال، وكذلك كفالة دراسة 3000 طالب سوري في المراحل الدراسية في لبنان بتكلفة (7.875.000). ونفذت المملكة أيضا مشروع يختص بمحو الأمية وبرنامجها الغذائي «شقيقي قوتك هنيئا» وبناء أفران الخبز وتشغيلها مستمرة في إنتاج مادة الخبز بمعدل يتجاوز (60) ألف رغيف بشكل يومي بتكلفة (350) ألف دولار أمريكي، في حين تبلغ تكلفتها التشغيلية (45) ألف دولار شهريا.