أكد وزير الصحة الإيراني حسن هاشمي أن حادث التدافع في مشعر منى كان أمرا خارجا عن الإرادة وأنهم يسلمون بإرادة الله وقدره.. وثمن سرعة استجابة المملكة في التعامل مع الحادث وتقديمها كل الخدمات الصحية والإسعافية لجميع المصابين.. هذا الكلام المتوازن هو ما كان متوقعا من كل الذين يقدرون الجهود الكبرى التي تبذلها المملكة في خدمة الحجاج وما تقدمه من خدمات تسخر لها كل إمكانياتها المادية والبشرية وتوظف لهذا الهدف النبيل ثمرات التطور التكنولوجي والخبرات الإدارية في التعامل مع الحشود. لكن للأسف هذا الخطاب المعتدل الذي صدر عن وزير الصحة الإيراني تفسده آلة الدعاية الظالمة التي أطلقتها بلاده منذ اللحظة الأولى للحادث على المملكة ورمتها باتهامات لا تستند إلى أي شيء من الحقيقة بل مليئة بالكذب والافتراءات، وسلطت أبواقها ووكلاءها في المنطقة العربية ليساهموا في هذه الهوجة الإعلامية لتضليل الرأي العام في المجتمعات الإسلامية بغرض الإساءة للمملكة وتشويه صورتها. ويأتي كلام وزير الصحة الإيراني ليكون شاهدا على سلامة موقف المملكة وشهادة على كذب وافتراء الدعاية التي أطلقتها طهران منذ اليوم الأول لوقوع الحادث. فلماذا تتناقض المواقف الإيرانية! هل ما تقوله للشعب الإيراني مختلف عما تقوله للخارج! وهل تدرك مكينة دعايتها أن هذا الأسلوب لم يعد مقبولا ولا ممكنا بعد انفتاح العالم بسبب ثورة الاتصالات!. على إيران أن تدرك أن مساعيها لتشويه صورة المملكة لدى المسلمين ستفشل وستظل عاجزة عن التشكيك في ما تقدمه بلادنا من خدمات لضيوف الرحمن دون من أو أذى.