قبل عدة أسابيع كتبت بعض الصحف أن وزير خارجية الكيان الصهيوني سيبدأ حملة كبيرة لتشويه صورة المملكة في العالم، نظرا لمواقفها الداعمة لفلسطين، وأنه سيستفيد من قوة اللوبيات الصهيونية في أمريكا وأوروبا. وقتها قلت: نحن نفخر بهذا العداء، بل كل مواطن في بلادنا يشعر بكراهية شديدة للصهاينة، وتكبر هذه الكراهية يوما بعد آخر كل ما رأى ما تفعله آلة الإرهاب الصهيونية في إسرائيل، وقتها: قلت لا داعي للرد على ذلك الصهيوني الحاقد ودعه يموت بغيظه.. وقبل ثلاثة أيام نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية خبرا تحت عنوان: «السعودية تفتح أجواءها أمام إسرائيل لمهاجمة المواقع الإيرانية النووية»، ثم أكملت خبرها بتفاصيل في غاية الغرابة، أعجب من صحيفة «محترمة» كيف تقبل نشرها. الأخبار السالفة الذكر يناقض بعضها بعضا، فالسعودية على حد قول الإرهابي «ليبرمان» معادية لإسرائيل، وأنها تعمل على تشويه صورتها!! عجبا متى كانت صورتها جميلة!! وقال فض الله فاه إنه سيقول إن السعودية لا تطبق معايير حقوق الإنسان، وإنها لا تحترم المرأة .. إلى آخر ذلك من الافتراءات الباهتة. أقول: لو قالها سواه لفكرنا فيها، أما وإنه هو القائل، وهو وحكومته ذات تاريخ عريق في الإجرام والعنصرية وانتهاك كل حقوق الإنسان، فإن من الغرابة بمكان أن يتفوه مثله بكلام ينتقد فيه السعودية!! إن حصار غزة، والإرهاب الذي تعاملت حكومته به مع قافلة الحرية أكبر دليل على فساده وفسادها. أما حديث «الغارديان» فهو الآخر ما كان يجب أن ينشر لأن كل روائج الكذب واضحة فيه!! صحيح أن المملكة العربية السعودية لا تتفق مع إيران في كل شيء، وصحيح أن هناك ما تنكره السعودية على إيران، ولكن كل ذلك لا يمكن مطلقا أن يجعل السعودية تقبل بمهاجمة إيران من أي مكان فضلا عن أن تسمح بذلك انطلاقا من أراضيها. السعودية لها موقف واضح من السلاح النووي الإيراني .. قالت بكل وضوح: إنها تدعم هذا السلاح إذا كان للأغراض السلمية، وطالبت إيران بالتعاون مع وكالة الطاقة لإثبات ذلك. والسعودية مع الدول العربية طالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لكي تعامل مثل إيران تماما، وأن يتم إخضاعها للتفتيش من الوكالة الدولية وصحيح أن العالم كله يعرف ذلك، ولكن الخطوة الأولى أن يتم إخضاعها للتفتيش أسوة بإيران وهذا ما فعلته السعودية. السعودية تدرك تماما طبيعة علاقتها بإيران، وتدرك أن إيران دولة مجاورة وأنها دولة مسلمة، وأنه لايمكن مقارنتها بإسرائيل أبدا، إسرائيل معادية بكل المقاييس مهما قالت غير ذلك وإسرائيل خطر على كل العرب، ولا يمكن السماح بمهاجمة إيران ولا القبول به، فضلا عن أن تشارك السعودية فيه. السعودية تعرف أن الهجوم على إيران سيسبب خطرا على كل المنطقة ومنها السعودية فكيف تقبل بهذا الخطر عليها وعلى شعبها؟!! الخبر الأول والثاني المقصود منهما تشويه صورة السعودية وإن كل منهما بطريقته الخاصة، لكن هذين الخبرين لا يمكن لعاقل أن يصدقهما.. الشعب السعودي لا يحمل ودا للصهاينة، وتاريخه معهم معروف، والدولة السعودية متفقة مع شعبها تماما.. إيران دولة مسلمة ومطلوب منها أن تقترب من محيطها العربي أكثر وأكثر. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة