مجددا فرض الهلال سيطرته على ديربي العاصمة، وحقق لقبه الثالث على التوالي من أمام غريمه التقليدي النصر، لكنه جاء هذه المرة بنكهة أوروبية من قلب عاصمة الضباب لندن التي احتفت بالزعيم وتوجته بلقبه السادس والخمسين، متوجة العمل الإعدادي الذي قام به الجهاز الفني والإداري في معسكر النمسا الذي دام قرابة الثلاثة أسابيع، ومطمئنة عشاق الزعيم على أن فريقه وضع خطواته الأولى على الطريق الصحيح مع المدرب اليوناني دونيس وكتيبة النجوم التي تواجدت في القائمة النهائية للفريق الأزرق، ويعول الجهاز الإداري برئاسة الأمير نواف بن سعد على أن تكون بطولة السوبر منطلقا لتحقيق ألقاب أهم في الموسم الرياضي الجديد، الذي بدأه الزعيم بقوة وبفوز مهم أكد من خلاله أنه استعاد سيطرته على الديربي وفرض هيبته على مجرياته في الآونة الأخيرة رغم الظروف التي اصطدم بها والتغييرات الجذرية التي طالت الفريق بدءا من منتصف الموسم الماضي، وأعطى الفوز بالسوبر المشجع الهلالي انطباعا كبيرا على أن عملا جبارا بذله القائمون على البيت الهلالي بقيادة الأمير نواف بن سعد، قدم إشارة واضحة بأن الفريق الهلالي سيكون مختلفا وقويا عما كان عليه في الموسم الماضي. يجير الهلاليون الحضور الجميل الأول للفريق، إلى كثافة العمل الإداري، إذ أخذ الأمير نواف بن سعد على عاتقه منذ اللحظات الأولى العمل على إسعاد جماهير الزعيم بإعادة الهيبة وجلب البطولات، مؤكدا في أكثر من مناسبة بأن إدارته ستكون بعيدة عن الصخب الإعلامي غير المجدي، وأن العمل يسير بهدوء تام وتوفير جميع ما يحتاجه الفريق الهلالي خلال فترة رئاسته سيكون ديدنه الذي يسير عليه طيلة الموسم، فعمل على التنظيم الإداري الذي أعطى الفريق توازناً في كل الاتجاهات وعزز الجهاز الفني بمجموعة من الأسماء وأتم صفقات أوحت بنجاحها مبكرا. وقال الأمير عن أولى بطولات الموسم: «الجميع كان على قدر المسؤولية، واللاعبون الجدد ظهروا بشكل جيد، والأجانب إيلتون وإدواردو قدما أداء أفضل وأنا أعمل من أجل إسعاد الهلاليين وأسعى لذلك، وعلق حول الصفقات الجديدة بالقول: المدرب يعرف إمكانيات كل لاعب ويعرف ما يحتاجه الفريق لرسم منهجيته وخططه وهو من طلب الأسماء الأجنبية وسعينا لتوفيرها، ونحن نهتم بالكيف وليس الكم، بمعنى أننا نركز على إحضار لاعب للاستفادة منه وليس فقط لمجرد إحضاره، ولا أخفيكم أنه كان هناك مفاوضات قانونية مع اسمين محليين وبعروض جيدة لأنديتهم، ولكن مسؤولي الأندية رفضوا التفريط بلاعبيهم لحاجة النادي لهم، نمتلك في الفئات السنية والفريق الأولمبي لنادي الهلال أسماء وإمكانيات رائعة، ولو افترضنا وجودهم في أندية أخرى فأنا متأكد من أن الجمهور سيطالب بالتعاقد معهم لتميزهم، وهذا لا يلغي أننا سنجلب لاعبين محليين في قادم الفترات ولكن ذلك سيكون وفق ضوابط تحفظ حقوق نادي الهلال في ظل تعامل بعض الأندية معنا». دونيس العقل المدبر واصل المدرب الهلالي دونيس نجاحاته المتكررة مع الفريق وخطف الإعجاب الجماهيري، وأصبح منذ استلامه للفريق منتصف الموسم الماضي واحدا من أهم الأسماء المتفق على نجاحها في الموسم الرياضي السعودي، إذ لم يخسر سوى في عدد ضئيل جدا وظهر بشكل مختلف وكان العقل المدبر لأي بطولة يشارك فيها مع الفريق ولعب دورا كبيرا في تحقيق بطولتي كأس خادم الحرمين وكأس السوبرالسعودي عبر تشكيلاته المفاجئة وتغييراته الناجحة. وراهن الكثير من النقاد على حضوره في المباريات الصعبة، حيث قال المحلل السعودي خالد الشنيف أن نادي الهلال أصبح الأفضل والأميز معه من حيث المستوى والنتائج منذ الموسم الماضي، وأكد أنه منذ تولي اليوناني دونيس مهمة تدريب الزعيم والمتابع للفريق يجد ارتفاعا وتطورا كبيرا في مستوى وأداء اللاعبين، وقال في نظري إنه أفضل فريق في الدوري منذ الدور الثاني في الموسم الماضي، والهلال معه يسجل أرقاما مميزة لديه سلاسة وإمتاع في اللعب من حيث التشكيل السريع والحركة بالكرة وبدونها، مما ساهم في تميزه وعدم استقباله لأي هدف في سبع مباريات؟ ووصف أسلوب دونيس واللعب بطريقة 3-5-2، بالمنطقي والمثمر والذي جاء متوازناً مع قدرات اللاعبين والتأكيد على أن فريق الهلال حالياً يسير على الطريق الصحيح تكتيكيا. المعسكر والوديات رغم أن الوقت مازال مبكرا للحكم على جدوى العمل الذي قدمه المدرب في النمسا، إلا أن بوادر نجاح المعسكر ظهرت بكم الأسماء المتألقة التي خطفت الأضواء في السوبر، وظهر المعدل اللياقي في الفريق العاصمي قويا وكبيرا ومدروسا قبل خوض الفريق التحدي الأهم في دوري أبطال آسيا والدوري المحلي، ويعود الفضل في ذلك إلى التدريبات الصباحية والمسائية المكثفة خلال معسكر النمسا وخوض مباريات تجريبية قوية مع أندية عريقة من تركيا وإيطاليا إنعكس مردودها على أفراد الفريق الهلالي فنيا، بدليل المستوى الكبير والمميز الذي ظهر عليه أفراد الفريق أمام الفريق النصراوي في كأس السوبر وترجمة ذلك ببطولة كبيرة. وأشاد مدير إدارة كرة القدم بالنادي فهد المفرج بالمعسكر، مبديا سعادته بانضباطية اللاعبين في معسكرهم التحضيري وبتعاونهم الكبير الذي أبدوه خلال الفترة الماضية؛ وقال: «سعى الجهاز الفني إلى التحضير لكافة منافسات الموسم الرياضي المقبل من خلال نوعية التدريبات التي يؤديها اللاعبون، إضافة إلى عدد المباريات الودية والفرق التي قابلناها، فالجهاز الفني حرص على أن نلاقي فرقًا وصلت إلى مراحل متقدمة في تحضيراتها للموسم المقبل؛ لتحقيق فائدة كبرى من خوض اللقاءات الودية، إذ لعب الفريق أربع مباريات تجريبية خلال المعسكر، كانت آخرها مع أودينيزي الإيطالي». صفقات وغيابات واجه الهلال أزمة غيابات طيلة المباريات الخمس التي خاضها مؤخرا بدوافع الإصابات أو الظروف الطارئة أو حتى العقوبات، وطمأنت الانتدابات الأخيرة عشاق الزعيم ولاسيما الثنائي البرازيلي الميدا وإداواردو، ولكن سرعان ما تبدد القلق وتغير لديهم ذلك التصور بعد أن قدما مستويات عالية في المباريات الودية والسوبر، وتسجيل إدواردو هدف الفوز المهم وتحقيق البطولة. ورغم الغيابات التي واجهها الفريق في لقاء السوبر على رأسها القائدين ياسر القحطاني وسعود كريري والنجوم نواف العابد وعبدالله الزوري، بالإضافة إلى الثنائي الموقوف من قبل لجنة الانضباط ناصر الشمراني وسالم الدوسري، إلا أن الفريق الهلالي لعب بشكل أفضل وقدم نجومه مستوى تفوقوا فيه على الفريق النصراوي وهذا بلا شك يعود إلى عمل المدرب الذي أكد في وقت سابق بأن اللاعب الجاهز هو الذي يشارك مع الفريق بغض النظر عن اسمه. مكاسب السوبر خرج الهلال بجملة مكاسب بتحقيقه بطولة السوبر، في مقدمتها الظهور المبهر للنجمين الشابين خالد كعبي ومحمد البريك اللذين قدما مستوى فنيا رفيعا أكدا من خلاله أحقيتهما باللعب مع الفريق، كما أن الالتفاف الشرفي الكبير وتواجد الرؤساء السابقين كان مكسبا مهما ساهم في الارتقاء بمعنويات اللاعبين والجماهير، وتحقيق البطولة رقم 56، وبالفوز على فريق النصر واصل زعامته بصفته أكثر الأندية السعودية تحقيقا لعدد البطولات متساويا مع نادي يوفينتوس الإيطالي ومتجاوزا الأرسنال الإنجليزي وميلان الإيطالي في عدد البطولات، فيما واصل اللاعب محمد الشلهوب تحقيق الأرقام القياسية في عدد البطولات التي حققها مع فريقه الهلال، وبلغ البطولة رقم (27) ليكون أكثر اللاعبين السعوديين تحقيقاً للألقاب، بالإضافة إلى أنه اللاعب الأول الذي يحقق جميع البطولات المحلية بمختلف مسمياتها.