اختلف المكان وتجدد الموعد بين قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر لإشعال قناديل الإثارة والندية، إذ يلتقيان مساء اليوم (الأربعاء) في عاصمة الضباب لندن على كأس السوبر السعودي في نسخته الثالثة، بعد أن توّج الفتح في البطولة الأولى وحقق الشباب النسخة الثانية، لتكون الجماهير على موعد مع بطل جديد. مباريات الفريقين كعادتها لا تخضع لأية مقاييس أو معايير تسبق الصافرة الأولى، ولا تعترف بغير المعطيات الحقيقية داخل المستطيل الأخضر، كما أن التصاريح الاستفزازية غابت في الآونة الأخيرة، بعد انعدام تأثيرها على لاعبي الخصم، ما جعل الإدارتان تعمل بصمت بعيداً عن وسائل الإعلام، إضافة إلى أن رصد المكافآت لا يتم إعلانه، سعياً إلى إبعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية وتجهيزهم كما يجب على الصعيدين الفني والنفسي. التحضيرات جاءت متشابهة إلى أبعد الحدود، وإن كان الهلال سبق نظيره النصر في الشروع بالمعسكر الإعدادي، إلا أن كلا الطرفين أقام معسكره الإعدادي في النمسا وخاض عدداً من المباريات الودية التي مكنت الجهازين الفنيين من الوقوف على مدى الجاهزية، وعانى الطرفان من غياب أبزر العناصر إما بسبب الإصابة أو الإيقاف، فالهلال يفتقد لخدمات ناصر الشمراني وسالم الدوسري للإيقاف، وكذلك ياسر القحطاني للإصابة، إلى جانب عدم تأكد مشاركة سعود كريري بسبب غيابه عن بعض الحصص التدريبية الأخيرة نظير ظروفه العائلية، وفي المقابل النصر ليس أفضل حالاً من غريمه التقليدي، إذ يفتقد لخدمات قائده حسين عبدالغني ومحمد عيد وحسن الراهب للإيقاف، وإبراهيم غالب وأحمد الفريدي وعبدالله العنزي للإصابة. مدرب الهلال اليوناني دونيس يتطلع إلى تكرار الانتصار وتحقيق اللقب الثاني مع الفريق الأزرق بعد أن ظفر ببطولة كأس الملك أمام النصر، ويدرك صعوبة المهمة أمام فريق مدجّج بالنجوم يعيش أفضل فتراته الفنية في ال20 عاماً الأخيرة، وأوراق اليوناني دونيس الفنية لا بأس بها متى ما أحسن التعامل مع قدرات اللاعبين، وتخلى عن أسلوب الاعتماد على ثلاثة مدافعين، في ظل تواضع قدرات ظهيري الجنب عبدالله الزوري وياسر الشهراني في القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية بنفس الكفاءة، ما يترك مساحات كبيرة قرب مناطق الخطر الهلالية، ويضع ثلاثي الدفاع الكوري الجنوبي كواك والبرازيلي ديغاو ومحمد جحفلي في محك صعب لمواجهة قوة الهجوم الأصفر بوجود الهدافين نايف هزازي ومحمد السهلاوي، في الوقت الذي يعلق الهلاليين كافة آمالاً لا حدود لها على البرازيلي الجديد أدواردو لقيادة منتصف الميدان خلفاً لمواطنه نيفيز الذي غادر أروقة الهلال إلى صفوف الجزيرة الإماراتي. أسلحة الهلال الهجومية ليست بالقوة المنتظرة في مثل هذه المواجهات، في ظل غياب الهداف ناصر الشمراني، فالبرازيلي الجديد الميدا لم يحظى برضى المدرج الأزرق حتى الآن ما لم يقدم خلاف ذلك على أرضية الميدان مساء اليوم، كما أن قدرات يوسف السالم والشاب خالد كعبي لا تساعدهما في تسجيل الحضور المطلوب في المواجهات الحاسمة، ومن المتوقع أن يعتمد اليوناني دونيس على تحركات نواف العابد في حال اكتمال جاهزيته، ومحمد الشهلوب وسلمان الفرج للوصول إلى المرمى الأصفر. وعلى الضفة الثانية، يمني مدرب النصر الأوروغوياني داسيلفا النفس برد الاعتبار والثأر من خسارة بطولة كأس الملك، خصوصاً وأن بيده أجندة مزدحمة بالأسماء التي يتمناها أي مدرب في المواجهات الحاسمة، فالفريق الأصفر يضم قوة هجومية جبارة بوجود الهداف الكبير محمد السهلاوي صاحب الصداقة الحميمة مع الشباك الهلالية والرقم الصعب في الصفوف الصفراء، إلى جانب الوافد الجديد نايف هزازي، فكلاهما يجيد التعامل مع أنصاف الفرص، كما أن خط الوسط يقوم بأدوار هجومية ودفاعية على أكمل وجه، إذ يتحرك البولندي أدريان بحيوية عالية ويشكل مهاجماً ثالثاً، إضافة إلى حيوية يحيى الشهري وشايع شراحيلي وعبدالعزيز الجبرين، في الوقت الذي يحرّر المدرب النصراوي ظهيري الجنب خالد الغامدي وأحمد عكاش من القيود الدفاعية، وتنتظر الجماهير الصفراء أن يعوض الأخير غياب القائد حسين عبدالغني. دكة البدلاء في الفريقين تفتقد إلى الأوراق الرابحة ذات القيمة الحقيقية في ظل الغيابات الكبيرة التي يعاني منها الطرفين، وأن كان النصر يملك البرازيلي فابيان صاحب القدم القوية والتحرك الأنيق متى ما تخلص من النرفزة الغير مبررة، فيما يحتفظ مدرب الهلال دونيس بعبدالعزيز الدوسري والشاب يونس عليوي إلى جانبه لعلهما ينجحان في تغيير الشكل الفني للمباراة متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. عن الملعب: الملعب: «لوفتوس رود» يعد «لوفتوس رود» ملعباً لفريق كوينز بارك رينجرز وتم افتتاحه في عام 1904، وهو أحد أقدم الملاعب في إنكلترا. يبتعد 15 دقيقة من وسط لندن. تم نفاذ قرابة 12 ألف تذكرة من أصل 20 ألفاً. الأولويات: للمرة الأولى يلعب فريقا النصر والهلال في لندن، وتعد المرة الخامسة التي يلتقيان خلالها خارج الرياض. سيشهد «دربي الرياض» دخول العائلات والسيدات لمدرجاته، كما أنها المرة الأولى على مستوى المواجهات السعودية كاملة التي ستكون العائلات من ضمن حضورها. ستكون مباراة «السوبر» هي الأولى على ملعب «لوفتوس رود» لهذا الموسم، إذ لعب فريق كيو بي أر أولى مبارياته في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي هذا الموسم خارج الديار. السعة: يتسع ل20 ألف متفرج سيتم تقسيمهم بالمناصفة بين الفريقين.